“عسب” العيد وسبلته

خالد الصعفاني


 - 
العيد هذه المرة حمل لليمنيين خبرا سيئا وخبرا سارا , أما الأول فكان رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية, وعسى الحكومة لديها مصفوفة للاستفادة القصوى من ال

العيد هذه المرة حمل لليمنيين خبرا سيئا وخبرا سارا , أما الأول فكان رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية, وعسى الحكومة لديها مصفوفة للاستفادة القصوى من العائد لصالح الترميمات اللازمة في جسد الاقتصاد الوطني الركيك .. وسيكون على جميع الشعب تحمل آثار هذا الإجراء بدءا من الرئيس وحتى الغفير مرورا بالوزير .. وأما الثاني فكان غيث السماء الذي ظل حبيس السحاب المحمل بالخير لأشهر قبل أن يغسل على اليمنيين في الريف والمدن أدران القحط من وأغبرة الجفاف ..
الحمدلله على كل حال, فنحن في اليمن مثال حي على الصبر وقدرة التحمل لأننا ببساطة متواضعو الحال ميسوري الطموح ونرضى بما يقسم الله لنا عبر الحكومات المتعاقبة.
ومن مواقع التواصل الاجتماعي حيث يستولي الفيس بوك على حصة الأسد بين اليمنيين إلى حوادث الاعتراض على قرار رفع سعر المحروقات في الشوارع والأزقة وحتى مجالس القات والتفرطة والقهوات, وحتى في المنام لاك اليمنيون خطوة ما تم تلخيصه ” الجرعة ” كثيرا وكل واحد كما بدا لي جاب اللي في نفسه, وكل واحد هو وكرمه وهو وحظه من الفهم والإدراك والثقافة والتسيس أيضا.
إذا .. علينا بروح رياضينا قبول كل ما جرى ولا في الاعتراض أو حتى الرفض إذا ما كان في إطار النظام العام وبما يحفظ الحق العام والخاص لأنه حتى المجتمع منقسم على نفسه إزاء الجرعة تماما كما كان بعض القوى السياسية خارجا من الإجماع على إقرارها أيضا.
المهم عيدنا .. واللي سافروا البلاد كانوا أفضل حالا على الأقل تنفسوا الهواء النقي الذي لا يتوافر في الحضر وعاشوا أيام العيد ولحظات تقاليده قريبا اكثر من الطاسة والكلاشينكوف والقريح الأصلي وباقي الطقوس التي ليس لها مثيل لا في صنعاء ولا في عدن ولا في المكلا .
وها هي الخدمة المدنية تدق جرس عودة الموظفين إلى مكاتبهم ولا أدري كم سيكون الانضباط خصوصا بعد بيات رمضان الذي يصيب الجهاز الإداري في الدولة, على اعتبار أن أغلب المؤسسات تتحول الى مقاصد مفخخة لحاجيات الناس وخدماتهم.
رمضان غادرنا فحزنا عليه لكننا فرحنا بالعيد رغم إيماننا جميعا بان العيد عيد العافية وأنه لم يعد للسلى الكثير من المساحة المتاحة .. وادينا ما في قلوبنا بخصوص الجرعة ويبقى في رؤوسنا السؤال الأهم : هل تقود الجرعة إلى انتعاش اقتصادي وإصلاحات حقيقية أم أنها موضة قرص جيب المواطن كلما حلقت على المالية العامة أما بموجة من رفع الدعم أو ببيع إذونات خزانة.
أخيرا :
شخصيا وفدت بالقارئ وأنا أعنون هذا المقال بالربط بين سبلة العيد وعسبه, لكنني أعتقد أن الفكرة واضحة بخصوص العسب الذي سيقدمه شعبنا العظيم لحكومته من أجل المصلحة العامة والمال العام عبر تحمله آثار رفع الدعم عن المشتقات النفطية .. أما قصة سبلة العيد فهي مهمة الخدمة المدنية التي تحبكها كثيرا في أمر ساعات الدوام, لكن الدنيا سداح مداح في أمور كثيرة تتصل خاصة بحق الموظفين الحكوميين في الترفيعات والعلاوات والترقيات وقبلها جميعا إنزال الموظفين منازلهم أو ما يعرف تسكين الموظف وفق ما يستحقه بناء على العمل الذي يشغله والمدة والمؤهل.

قد يعجبك ايضا