الهند قصة نجاح

أحمد سعيد شماخ

 - في خمسينيات القرن الماضي من القرن العشرين دشن رئيس الوزراء الهندي الأسبق ذو العقلية التكنولوجية جواهر لال نهرو معهد الهند التكنولوجي iit  في دلهي ففي هذا المعهد وفروعه
أحمد سعيد شماخ –

في خمسينيات القرن الماضي من القرن العشرين دشن رئيس الوزراء الهندي الأسبق ذو العقلية التكنولوجية جواهر لال نهرو معهد الهند التكنولوجي iit في دلهي ففي هذا المعهد وفروعه المختلفة تخرج الكثير من الأسماء اللامعة في سيليكون فالي أمثال ديش ويتباندي وفينودكوسك وكثير من المخترعين ومبتكري الشركات العالمية وتخرج من هذا المعهد وفروعه الآلاف منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم, غادر ربع هؤلاء المبدعون والمبتكرون إلى الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من بلدان العالم غير أن فرع معهدiiT في كان بور التي انجبت العالم نارايان مورثي الذي عمل مديرا تنفيذيا لشركة البرمجة الهندية ( الفوسيس ) وعمل معه العديد من العلماء في بناء الكثير من حياة الهنود المهنية في وطنهم الأصل الهند لاعتبار أن الحكومة الهندية السابقة والحالية هي اكثر حماسا من أجل إشراك أبنائها المبتكرين والمبدعين في العملية الاقتصادية وعمليا قام مورثي ببناء وتشييد مدرسة كانورال ركجي لتكنولوجيا المعلومات في بلده الأم الهند مع استمرار الصحوة spicy country في بلد التوابل حيث اصبحت بنجالور اليوم هي عاصمة التكنولوجيا بالهند كما ان حيدر أباد التي يسكنها مئات الآلاف من اليمنيين الذي يحملون الجنسية الهندية تعد من اكبر مراكز التكنولوجيا في الهند بفضل جملة من الاستثمارات بحسب البيانات الصحفية عن شركات أي بي ام وشركة صن, وديل, وشركة اورواكل وشركة ان أي سي اليابانية والتي توفر عشرات الآلاف من فرص العمل الجديدة امام الشباب الهندي من المخترعين والمبرمجين والمهندسين والمصممين وغيرهم وكان امام هذا البلد الخلاب أسباب ساقتها هذه الشركات لتفسير موجة الاتجاه نحو الهند وهذه كلها تدور حول أن هذا البلد اصبح اليوم نقطة وبيئة استثمارية جيدة توفر ظروفا آمنة للعمل والإنتاج يمكن أن تكون افضل من الأسواق الأميركية والأوروبية التي اصبحت اليوم تتسم بتباطؤ النمو والركود وتدني الأرباح وارتفاع نفقات الموارد البشرية في حين ان مهندسي المعلوماتية الهنود الذين يعملون في بلدهم الهند لا يكلفون شركاتهم خمس التكلفة عن نظرائهم الأميركان ولم يقتصر ذلك على شركات المعلومات التكنولوجية فحسب بل امتد ذلك إلى شركات السيارات حيث اعلنت شركة فورد للسيارات أنها سوف تستثمر أموالا كبيرة في إنشاء مركز اتصال الخدمة لعملائها الذين يقومون بشراء السيارات المزودة بحاسب آلي بمبالغ ضخمة, ومما سبق يمكن القول ان العقول الهندية قد جعلت من الهند علامة تجارية مميزة بدخولها كشريك فاعل وكامل في عصر العولمة وتكنولوجيا المعلومات والمعرفة عبر استثماراتها ومنافستها لأكبر الشركات العالمية بفضل ما لديها من علماء وخبرات ومهارات بشرية كما أنها استطاعت نقل نوعيات معينة من الأعمال إلى عقر دار الولايات المتحدة الأميركية عبر مهاجريها الهنود إلى بنجالور وما علينا إلا أن نتخيل كم سيكون حجم العائد الاقتصادي من تلك الأعمال وعلاقتها بالتنمية وفي دوران العجلة الاقتصادية وفي حل مشاكل الهند الاقتصادية والاجتماعية, فكم نحن اليوم في أمس الحاجة لمثل هكذا قصص نجاح, وفي أعتقادي أنه لن يتم ذلك إلا من خلال اجتذاب وعودة الأدمغة والعقول ورؤوس الأموال اليمنيه الموظفة في الخارج لاستثمارها من جديد في بلدها الأصل لصالح اقتصادنا الوطني وأبنائه الذين لهم الأحقية والأفضلية في الاستثمار في وطنهم والتي سيكون لها دور ايجابي فاعل واستراتيجي في عملية تحويل التقنية المعلوماتية إلى تقانات معرفية في منشآتنا فالعلم والمعرفة هي التي ننشدها وتنقصنا في اليمن وهي الفارق الرقمي بيننا وبين العالم الآخر ففي حال امتلاكنا لهذه التكنولوجيا وتوطينها فإننا بإذن الله سوف نتمكن من كسر وكبح الجمود والكساد الاقتصادي وإعادة ما أفسده الدهر وتنمية وبنا الإنسان اليمني من جديد, لذا فإن أي دولة في العالم لا يهمها من العمالة الوافده إليها سوى الحصول على افضل العلماء والمبدعين والمبرمجين والمهندسين للمعرفة والتقانات التكنولوجية والحصول أيضا على التخصصات التي تعاني عجزا فيها ,فالمتحكم في ناصية العلم وفي سوق التكنولوجيا ومشتقاتها سيكون هو سيد العالم سياسيا وهو صاحب القوة الاقتصادية وعليه يمكن القول إن ضعف اليمن من الداخل اقتصاديا وسياسيا وفي كل مكوناتها قد أغرا بعض دول العالم وخصوصا منها الدول المحيطة باليمن لامتصاص واستنزاف عقول وجهود أبنائها بأبخس الأثمان من خلال وضع أنظمة وقوانين دقيقة تستهدف العمالة اليمنية في المقام الأول لما فيه من كثير من النقاط والصفات الشخصية والفوائد والعوائد المتعددة التي يمكن أن يستف

قد يعجبك ايضا