في ذكرى حرب حزيران عام 67م
محمد راجح سعيد

صادف الخامس من حزيران شهرنا الحالي الذكرى الـ 47 لحرب حزيران التي اندلعت بين العرب واسرائيل في الخامس من يونيو 1967م.
لقد تفوقت اسرائيل على جيوش مصر وسوريا والأردن وتمكنت خلال 6 ساعات من هزيمة الثلاث الدول حيث تمكنت من القضاء على الطيران المصري واحتلال سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية وتعمد الإعلام العربي بتسمية نتيجة الحرب بأنها (نكسة).. والحقيقة أنها ليست نكسة ولكنها هزيمة قاسية وقد دلت التحريات أن العرب لم يكونوا على استعداد للحرب على إسرائيل بل بالإعلام فقط وقد ظلت الضفة الغربية وهضبة الجولان تخضعان حتى اليوم لسيطرة إسرائيل.. أما بالنسبة لسيناء فقد استردها المصريون عندما عبروا قناة السويس في حرب 6 أكتوبر عام 1973م ولكن الاسترداد تم بموجب اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر مع إسرائيل عام 1979م وتولى وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر هندسة الاتفاقية من أولها إلى آخرها.
إننا عندما نتذكر أحداث حرب حزيران عام 67م وتداعياتها نلاحظ أن العرب لم يستوعبوا الدرس فلا زالت الانقسامات العربية – العربية على أشدها بل امتدت إلى الفلسطينيين أصحاب القضية ولاشك أن الخلاف العربي – العربي قد عكس نفسه على القضية الفلسطينية وقد استغلت إسرائيل ذلك بذكاء مفرط ومع ذلك نأمل أن ما تم من اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس أن يعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وإلى مسارها الصحيح خاصة بعد أن تم الاتفاق بين فتح وحماس على تشكيل حكومة وفاق وطني وهذا شيء جيد وكان من المفروض أن يحدث ذلك منذ زمن بعيد ولاشك أن الاتفاق قد أغاض إسرائيل لأنها تراهن دوما على الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني وكذلك العربي – العربي ومع ذلك على فتح وحماس التوكل على الله والتفرغ للم شمل القضية الفلسطينية وبعد أن يتم التحرر والاستقلال يتم بعد ذلك بناء الدولة الفلسطينية الحديثة.