احذروا الحليم إذا غضب
مها السيد

منذ أن انتهى مؤتمر الحوار الوطني واختار المتحاورون ومعهم الشعب وثيقة الحوار الوطني -المولود البكر – الآلية الديمقراطية والسبيل الوحيد الذي لا رجعة فيه لإنهاء المرحلة الانتقالية والوصول إلى العقد الاجتماعي الجديد – اليمن الاتحادي – المرجو قيامه فعليا وإلى اللحظة والرئيس الهادي يواجه كل التحديات والرهنات بإرادة وطموح وحلم شعبه ورغبته الجموحة في التقدم والرخاء والأمن والاستقرار وهو ينأى عن الصغائر ويسعى لوضع بصمات العهد الجديد في التغيير المنشود والنظر إلى ما وراء الأشياء الظاهرة والقريبة من الحواس والتعمق بمدلولاتها وماهيتها لمعالجتها بأناة وحكمة وصبر الحليم .
هذا التجانس والتناغم في الرؤى المستقبلية بين المشير الهادي والشعب اليمني هو الذي سيحيل كل ماجاءت به الوثيقة إلى واقع عملي يؤثر في حياة الناس ويدفعهم نحو الحركة الاجتماعية الايجابية .
وهو ما أدى أيضا إلى زراعة الخوف والرعب في نفوس شياطين الإرهاب بمختلف شيطنتهم القاعدية والمذهبية الطائفية والفكرية النفسية على مصيرهم ومصير أذيالهم وثرواتهم غير المشروعة .
فتراهم يتجهون الى المخاطرة والقفز على الواقع وارتكاب مجازر وحماقات تدل عن سوء الظن والحقد والكراهية والبغضاء والحسد والكذب والخيانة على ما ينتظره هذا البلد الطيب من خير ورفاه .
فاستكمال متطلبات بناء الدولة الاتحادية يقضي على ضرورة القضاء الكامل على شياطين الإرهاب المختلفة التي منهم من يحملون مسابح الاستغفار ولحاهم مليئة بالدماء الطاهرة ومنهم من يحاول استنساخ المشاعر المذهبية والطائفية وتأجيج الصراعات فيقتلون ويحرقون ويدمرون باسم العقيدة السمحاء كل احلام المستقبل الواعد.
وبين هذا وذاك حكومة عاقر عقيم تعبث بمقدرات هذا الشعب المطحون تتجاهل عقله وتريده أعمى جاهلا متخبطا لا يعرف رأسه من رجله وتبحث عن الكثير والكثير للبقاء فتارة تصدر الأكاذيب المطاطية التي تستخدم فيها صيغ الاقناع والكذب وصيغ الاستجداء والعطف وتارة أخرى ترفع يدها للسماء تدعو الله معجزة الهية تنقدها من استجوابات مجلس النواب وسحب الثقة عنها والتي وأن لبى الله دعواها رأفة وعدل بالشعب المطحون فإنها كالجبل حين تمخض ولد فار.
ذلك لأنهم جميعا يحملون عقلية بليدة مسرطنة تسعى لإعادة البقاء في الحكم وهدر دم المولود البكر – وثيقة الحوار الوطني – وبدم بارد.
فالحرب المفتوحة التي أعلنها المشير الهادي على كل اشكال الارهاب وعلى كل الذين سقطت اقنعتهم وظهرت رغباتهم الهدامة والعبثية لن ترحم أحدا ولن تستثني أحدا لأنها صمام أمان الدولة الاتحادية المرجوة .
ووثيقة الحوار الوطني التي تحمل للجموع الوطنية من هذا الشعب الأبي معادلات الشراكة في السلطة والثروة بطريقة علمية مدروسة والتي يحمل الهادي شفرات تثبيتها عمليا على أرض الواقع لن يسمح بهدرها ولن تكون اليمن مرتعا لتجارتهم الخاسرة والماحقة ولا ولن يكون شعبها سلعة زهيدة تشترى بثمن بخس وسيخرج الحليم من صبره.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .