في منتصف القصيدة..
محمد غبسي
تتوقف المفردات عن التدفق إلى مخيلة الشاعر
وتغيب حبيبته لعدة أبيات…
فيجد نفسه محاصرا بين علامات التعجب والاستفهام .
…
تغيب الحبيبة ويحضر الوطن
الوطن الذي أفسد في الحب آلاف القصائد ..!
…
تتسارع الأحداث في الوطن الذي لا حياة فيه لشاعر…
فيتحول إلى كائن سياسي ويختتم القصيدة بقذيفة بعيدة المدى !
…
يفقد الشاعر أحد أفراد أسرته في معركة ما..
يفقد قدرته على النوم ويعجز عن النهوض
ويجد نفسه مضطرا لمتابعة نشرة الأخبار المفتوحة .
…
تتسع المسافة بين الشطرين
و تنتهي المعركة بمصرع الشاعر .
…
تصعد من الأعماق نهدة….
تنسف اللحظة بما فيها من خيال
وتحول المكان إلى مسرح للجريمة .
…
تجف الآبار في جوف المدينة
و تلق الأبجدية حتفها في ظلام دامس
وتنعدم المشتقات الشعرية و النفطية
فتنضم القصيدة إلى آلاف المشاريع المتعثرة !
…
تتلاشى الموسيقى…
وتأتö الرياح بما لا تقتضي القافية
من خطابات الساسة الذين ترتفع أصواتهم عندما لا يقولون شيئا .
…
ينقطع الاتصال بفعل فاعل
لتنمو أظافر الغياب…
فيكرر الشاعر بيته…
و يحدöث الشöعر نفسه !
…
لا تنطفئ الكهرباء فحسب…
بل وتلفظ السيجارة أنفاسي الأخيرة .
…
يا إلهي…
كل هذه المفردات السياسية التي لم تكن يوما في مخيلتي… من الذي دسها في القصيدة ¿