أمú الحــنــــباتú ..!!

عبدالخالق النقيب

مقال 


الحنبات والغاغة وهواة السياسة والدين والنفوذ مسلطون على شعب يجيد التفرج على اللصوص والحمق حتى الممكنات وسط هذه الغوغائية لا يمكنك التعويل عليها ليعيش الناس حياة طبيعية مثل بقية خلق الله كما لو أن قدرنا أن نكمل حياتنا هكذا من حنبة إلى حنبة نبقى بلا حل معجونين بالمصائب والمحن ومع كل كارثة يبتلينا الله بمبهرر (أخجف) يتخلى عن لياقته ويذهب للدفاع عن حماقته وحماقة غيره كوظيفة غبية يتم استهلاكها في مخاطبة العاطفة الساذجة وما أكثر السذج حولنا .
ما الذي ستشعر به وأنت تدير في ذهنك ما تتسبب به القاعدة في البلد وعلى حين غفلة يداهمك رجل كل علائم التقى والورع ظاهرة عليه ثم يخبرك عن خطأ يرتكبه الجيش في حق القاعدة (تبا لك يا أبا جهل ..! ) فقط يراد منا أن نظل في خلاف وشقاق حتى في أمر القاعدة واصطفافنا خلف الجيش ما يؤلم أن تصبح كتابتك في إسناد الجنود معنويا جزءا من مؤامرة تحاك ولا يهم أن يبقى الجندي المنحدر من أسرة فقيرة رهينة لرجل ملغوم نذر نفسه لوهم الحور العين الجندي يقاتل ويناضل من أجلك ومن أجل وطن لا يمنحه سوى الأعداء .. ليس بإمكاننا يا صديقي المتدين أن نخذل الجندي وأن نقف على صدره بأحذيتنا كما فعل الآخرون وعليك أن تفهم أني أثق بالجندي ولا أثق بك أثق بأنينة وآهاته وصرخاته الهاتفة بالوطن ولا أثق بشيء من هرطقاتك .
صادم أن تلهو بنا التناقضات ولا يبررها سوى الغياب ذلك الغياب الذي يتسبب في جعلك تفكر بكراهية نحو رجال الدين أو أحدهم الغياب الذي يغرقك بالحقد والتذمر حتى وأنت تهتف باسم الجند وباسم الانتصار على أعداء الله والدين والوطن هو ذاته الغياب الذي يتسبب في جعلك تقبع في الظلام وتصبح في عزلة عن الحياة لثلاثة وأربعة أيام متتالية أن تمتلئ بالقهر والسخط حين تستمع لرجل يتمثل الدين وهو يطلق ما يشبه الاستخفاف أو أن تبحث عن أشيائك في مساءات ظلماء وليال غدر بها عديمو المسؤولية …
أم الحنبات أن يغيب الوطن عن ضمائرنا .. إنه الغياب الذي نشكو منه ويكمن خلف الكوابيس التي تطارد حياتنا اليومية وتقتل فينا الآمال القادمة وتلك الآمال التي لم تبدأ بعد .
a.alnageeb@yahoo.com

قد يعجبك ايضا