السد في الأمنية
خالد الحيمي

هذا السد الذي تفترض أنك أقمته وأصبح جاهزا بل وامتلأ بالماء حتى آخره يملأ قلبك بالأماني.. تغمس يديك في مياه السد تترك الماء يتخلل أصابعك وابتسامة خبيثة تحتل وجهك وفكرة أخبث تعتمل في رأسك تهمس لك نفسك الأمارة: ” يا فتى كل هذا لك هذا سدك الذي تعبت في إنجازه دون مساعدة من الحكومة أو الأهالي فلöم تعطيه لغيرك¿ إنه يساوي وزنه ذهبا عما قريب سوف يتقاطر عليك الناس ويرتمون عند قدميك طلبا للماء وسوف تعطيهم لكن بالثمن الذي تريد..” تهز رأسك مؤمنا بالفكرة وأنت تتخيل معظم الأرض من حول السد والتي هي ملك لغيرك قد صارت لك.. تهمس لك نفسك الأمارة مرة أخرى:” حتما سيحل الجفاف وتشتد حاجة الناس للماء وقتها سيهرعون إليك وعليك أن تستغل ذلك جيدا لا شيء بلا ثمن إنه قانون الحياة” يبتسم الشيطان من فمك وتطل رغباتك المسعورة في الامتلاك من عينيك وتحيط بكل شيء من حولك.. تذهب بك الغفلة بعيدا فتحتار في الأرض التي أضحت ملكك كيف ستزرعها¿ وما الذي ستزرعه فيها¿ لتنتبه على صوت المهندس الذي جلبته من المدينة ليخطط لك السد الذي تفترض أنك قد أقمته هنا : – آسف يا صاحبي لا يوجد مكان مناسب هنا لإقامة السد علينا البحث عن مكان آخر.