خسائر لا تعوض ولا تتفادى!!

جميل مفرح


* قبل عدة أيام نجا منزلي من الحريق الكلي بأعجوبة إذ تم السيطرة على الحريق في مستوى متوسط أدى إلى خسائر مادية جزئية ولم ينتج عن ذلك بحمد الله وبلطف منه خسائر أو إصابات للأسرة على الرغم من أن ذلك كان متوقعا في حادث حريق كالذي حدث تلك الليلة.. إلى ذلك وصلت خسائرنا في المنزل من ذلك الحادث ومن خلال سابقة ناتجة في مجملها عن انقطاع التيار الكهربائي إلى أرقام مجهولة فقبل ذلك الحريق أصاب التلف الناتج عن انقطاع التيار الكهربائي أكثر من خمسة أجهزة يصل مجموع سعرها تقريبا إلى خمسمائة ألف ريال خلال عام واحد فقط..!!
* هذه الأرقام والحوادث والخسائر ليست محصورة على شخصي أو على منزلي وممتلكاتي إذ يشكو لي الكثير من الأصدقاء والزملاء والجيران والأقارب من خسائر قد تكون مماثلة وقد تكون أدنى وقد تكون أعلى أيضا وهذه الإصابات والخسائر المادية قد لا تؤثر على الميسورين وأصحاب الدخول العالية ولكن ماذا عنها عندما تكون لدى الفئات المتوسطة والمتدنية في الدخل والمعيشة¿! ما أثرها ومدى فعلها لدى من بذل سنوات من عمره في الكد والعناء وربما السلف والاستدانات التي قد يكون معظمها بالفوائد الربحية ليقتني هذه الأجهزة وليؤثث منزلا مناسبا لحياته وحياة أسرته¿!
* وأعود إلى الاستدلال على المستوى الشخصي كمثال أجزم بأنني قضيت ما يقارب العقد والنصف من الشقاء والصبر والتعب لأحصل على تلك الأجهزة التي أتلفها انقطاع التيار الكهربائي والتي معظمها استطعت اقتناءه في فترات زمنية أفضل مما هو كائن الآن وحين أتدبر وأفكر في الأمر أجد أنه من الصعوبة بمكان أن استطيع تعويض تلك الخسائر بسهولة, وسواي من المواطنين والموظفين وضعه كوضعي وهناك من هو ربما أسوأ ويصل الأمر إلى مستوى استحالة التعويض عن تلك الخسائر الفادحة التي أصابتهم, التي وما يزال الوضع مرشحا لتفاقهما وتضاعف أثرها بالنظر إلى الوضع الكائن في الوقت الحالي.
* وبالتدقيق في الموضوع ودراسته من مختلف النواحي خصوصا الاقتصادية سنجد أن ما يتكبده المواطنون من خسائر في هذا الجانب أمر فادح للغاية وأرقام مهولة لها أثرها الكبير في حياة الناس ومستوى معيشتهم بل وفي الاقتصاد الوطني برمته.. ومثل ذلك بالطبع يحصل في كثير من جوانب الحياة اليومية والاقتصاد الوطني يمر من أمام أعيننا كل يوم وكل لحظة دون أدنى حس بالمسئولية من أي جانب وبالذات الجانب الحكومي المعني بالدرجة الأولى بمثل تلك المعضلات الاقتصادية التي لم تكتف بالتأثير على الاقتصاد العام للدولة ثم التأثير غير المباشر على المواطنين, بل تجاوز ذلك فأصبح يؤثر على المواطن مباشرة وعلى الدولة واقتصادها واستقرارها ونجاحها في أداء الدور المناط بها!!.
* ولو حرصت الحكومة مثلا أو جانب حكومي معين على رصد ودراسة الآثار المترتبة فقط وأقول فقط على عملية انقطاع التيار الكهربائي لحرصت الحكومة بالتالي على تفادي مثل تلك الخسائر الفادحة والمؤثرة ولكانت عملية انقطاع واحدة أو عمليتان أو ثلاث على الأكثر كافية لأن تتدبر هذه الجهة الحكومية أو تلك العديد من الوسائل الاحتراسية أو البدائل الناجعة لتفادي الخسائر أو على الأقل التفادي الجزئي لها وهذا بدوره سيخفف من الآثار السلبية والخسائر المهلكة التي تتلقاها الدولة ويتلقاها المواطنون دون أدنى حجة أو مبرر منطقي.. وإنه لمن المعيب والمعيب جدا التفرج على ظاهرة كهذه تتفاقم وتتكاثر وتتنامى خسائرها دون التصرف أو المعالجة من قبل الجهات الحكومية عدا إعادة التيار كلما انقطع والاكتفاء بالإعلان في الوسائل الإعلامية عن انقطاعة أعتقد أن من حقنا ومن حق كل مواطن أن ينتظر أكثر من ذلك من حكومة معنية برعاية مصالحنا العامة والحفاظ عليها!!

قد يعجبك ايضا