اختيارات

محمد المساح


هناك حيث لا أحد
عندما تعبرين الخرائب حيث الدمار المقيم والأسى والبلاء العظيم هيئي خيمة لعزاء مهيب يليق بشعب ذبيح واطبعي قبلة.. فوق خد العراق الذبيح واصنعى من شظايا القذائف أرجوحة للضجر.. وهدايا وأيقونة تستغيث مخضبة بنحيب الأرامل والأمهات عسى أن تلين القلوب – الحجر ويعود الضمير الذي هاله ما رأى فاستتر.
عندما في الظلام المخيف وحيث الرصاص يشق الفضاء ويومض كالنجم فوق سيول الدم الجارفة عندما تعبرين الحرائق حيث الصواريخ تنبش قلب النخيل وتربك إيقاع بغداد أو ربما عبوة ناسفة هيئي غيمة من بكاء اليتامى تطوف البلاد واجمعي من دموع الثكالى مطر واغسلي كل يوم بلاط الضحايا وشمس الضحى من دماء البشر وأمسحي من دخان القنابل وجه القمر.
عندما تدخلين المقابر حيث السماء الحزينة تبكى على جثث الأبرياء وتضرب كفا بكف في الأزقة أو في الشوارع والأرصفة في السكون الذي يشبه العاصفة هيئي خيمة لعزاء بحجم الوطن وأقرئي سورة الفاتحة حيث أنت وليس سوى لا أحد فالعراق الذي كان بيت السماء العراق الذي كان مهد الحضارة والأنبياء العراق الجميل الأمين المدلل والمؤتمن علسته المحن العراق الذي كان مقبرة للغزاة صار قبرا لأهل العراق والثياب كفن.
“يونس ناصر – شاعر من العراق”

قد يعجبك ايضا