بين الفاتورة والرقم 177 !!!
عبد الرحمن بجاش

كما تعرفون …فشر البلية ما يضحك !! وأنا هنا اضحك من قلبي على رقم اخترع بليل وقرر من قال أنه لطوارئ الكهرباء , أن وظيفة الرقم تجاه أي مواطن (الصمت ) والصمت الرهيب على طريقة عبد الحليم حافظ !! , وفي براءة الاختراع أو بيان التأسيس قيل يومها أن على الرقم إياه ألا يجيب على احد فقد وجد مثل معظم أعضاء مجلس النواب الصامتين ابد الدهر !! مهما علق على هوامش الصحف وتبجح به كل وزراء الكهرباء ومديري عام المؤسسة يرحمها ربي !!, فتجربتي الشخصية منذ كنت مديرا لتحرير هذه الصحيفة أن هذا الرقم 177 أجاب علي مرة واحده فقط ليقول لي المجيب ( حسك تتصل مرة ثانيه ) , خلاصة القول أن على كل منكم ألا يتعب ويتصل على الطوارئ لأن لا طوارئ ولا يحزنون , وحكايتنا مع الكهرباء أضحت مملة إلى درجة السخرية , حتى أن المواطن أصبح لا يبالي تجاه الأمر فترانا نستغرب حين يطول زمن الضياء , لكن الكهرباء تأبى إلا أن تواصل الأضرار بنا , وانظر فالتيار يعود لتدب الحياة في البيت , ويكون أول ما تعمله أن تعيده إلى الثلاجة والغسالة والتلفزيون , وجهاز الكمبيوتر لتطل منه على العالم , تدوم فرحتك 5 – 10 دقائق لتلاحظ الإشارة اللعينة على سطح المكتب في جهاز اللابتوب فتدرك انك عدت فجأة من نهاية الكون إلى غرفتك , تسمع فاصلا طويلا من ( اللعن والشتائم من كل شاكلة ولون ) للجميع , هذا إذا أردتم الصدق , يعود التيار فجأة فنصفق في كل المنازل , ويا فرحة توأد بسرعة إذ يختفي من جديد , فتحس بطعم المر حين ترى جهازا كهربائيا عادك ما كملتش أقساطه وقد ( حرق ) بفعل (الطöفاء والöلصاي ) , فتشد شعرك غيظا لأنك لا تدري لمن تشتكي , ويا ويلك لو اقتربت يدك من الـ 177 , وبالأمس شخصيا سألت قارئ العداد عن اسم مدير المنطقة ورقمه , فسألني مستغربا عن السبب ¿¿ قلت : لأشتكي , ولأعلمه عندما يتجاوز زمن الإطفاء أربع ساعات , ضحك الشاب : مالوش دعوه , ومش شغله , اتصل بالتحكم , طيب كم رقمهم ¿¿ ضحك أيضا : ما ليش علم , وقال بعد أن لاحظ عجزي : ما بيعملوا لك شيء , والله لو تتصل بهم طول اليوم هذا أذا ردوا , فصمت عجزا !! بعد أن تناولت منه الفاتورة للشهر الماضي , لأفاجأ بعد أن ذهب بأنني مطالب ب 6000 ريال وكسور , فرحت مع أم الأولاد نراجع الخانات فلاحظنا أن لا متأخرات , فلم أجد أمامي ما أعمل سوى الضحك على نفسي وعلى هذا الحال القاهر , فكيف يكون شعورك وأنت ترى نفسك مقهورا ولا تدري لمن تشتكي …مافيش كهرباء وفاتورة بـ 6000, هذا حال كل مواطن كهربائي , دعونا نعرف أنفسنا كذلك !! رقم 177 لا يرد , وكل يوم تصريحات بأن الحال سيعدل بالتخفيف ولا يعدل بل يتفاقم , وفوق هذا تأتي الفاتورة مضاعفة , الآن وبكل الجدية والألم أوجه السؤال إلى وزير الكهرباء : هذا الحال ..كيف تفسره ¿¿كيف تقرأه¿¿ هل تحس بحالة الناس ¿¿ ما نوع الماطور عندك في البيت ¿¿ هل تعاني الاطفاءات مثل المواطن ¿¿ هل تدري بمعاناة المدن الساحلية ¿¿ هل لك سلطه ,أو مدير المؤسسة ,أو الداخلية ,أو التعليم العالي, أو أراضي وعقارات الدولة, على الرقم 177 ¿¿ , من يعوض المواطن عن أجهزة تخرب نتيجة الإطفاءات المتلاحقة ¿¿ هل انتم عاجزون حتى عن برمجة الضرر ¿¿ يا أخي يا وزير الكهرباء كن شجاعا واستقيل إذا لم تستطع حتى ضبط الرقم 177 , ويا مدير المؤسسة : إذا كنت عاجزا فاذهب أنت الآخر , على الأقل ريöحوا المواطن بأنكم مسؤولون !! وتقدرون مسؤوليتكم , يا وزير ويا مدير ويا حكومة الناس تعبت , نعلم أن الحال نتيجة الترقيع الماضي , لكن على الأقل أوقفوا التدهور , نقولها بالفم المليان وبنفس الصوت الذي دافع عن البقاء : يا حكومة اذهبي غير مأسوف عليك فقد ثبت شرعا انك عاجزة ……