لصديقي المشاكس

حسن عبدالله الشرفي

أريد لك السعادة والسلامةú
وفي فردوسها طيب الإقامةú
لأن مكانة الإنسان جاءت
من التنزيل ناصعة الكرامةú
أريد لك الحياة كما لنفسي
بعزتها إلى يوم القيامةú
وأنت مع البصيرة في طريق
لها في كل صالحة علامة
ويسعدني إذا حصنت فيها
مسارك بالهدى والاستقامة
هنالك لا ترى إلا سلاما
وأمنا لا تخالطه ظلامه
ولا تخدعك عشواء الأماني
مع الدنيا فتورثك الندامة
* * *
أنا أدري بأن علاك جاها
ومالا تستفزك للزعامة
وأنك لا تخال المجد إلا
بأكناف الجلالة والفخامة
وتلك مصيبة لو كنت تدري
وعقباها مجنحة الوخامة
وما بيدي سوى نصحي وشيء
من العتب البعيد عن الصرامة
* * *
لمحتك في مقام الصدق يوما
وأنت تدس رأسك كالنعامة
ويضحكني طموحك بعد حين
تلوح به عريض الابتسامة
توزعه مشاريعا طوالا
عراضا في الجبال وفي تهامة
وتزعم أن دورك يوم يأتي
يكون مع البيادر كالغمامة
أنا أدري بأنك لوذعي
وفي دنياك بعض من شهامة
ولكن المشاهد اقنعتني
من البحر المحيط إلى المنامة
وقالت أن زيدا مثل عمرو
ومثل مخالب الذئب الحمامة
وأن البنطلون كأي “قبع”
كطربوش الأفندي كالعمامة
وأن الحال في هذا وهذا
أمامك في الشعوب المستضامة
كأنك حين تقرؤ ما تعاني
بوعيك لا ترى إلا القتامة
وتسأل ما جنايتها وفيها
إجابات بجهلك مستهامة
كأنك لم تكن منها وفيها
ومن بيت الغنيمة والغرامة
* * *
ألا يا صاحبي إن الليالي
حبالى بالديون المستدامة
فقايسها مقايسة ابن انثى
درى أين الطريق إلى السلامة

قد يعجبك ايضا