لم تكن خاشعة ..!

بلقيس الكبسي

 - همس لي باستفزاز مشاكس .. ذات مساء كان فجره يحتضر .. وهو يتباهى بالطيور الجاثمة بوهن مستفز ناعسة على كتفيه .. تحرس نجومه الغافية : 
-

همس لي باستفزاز مشاكس .. ذات مساء كان فجره يحتضر .. وهو يتباهى بالطيور الجاثمة بوهن مستفز ناعسة على كتفيه .. تحرس نجومه الغافية :
– غرورك الأجمل يعتري زهوي كجناحي طيوري وبريقö نجماتي التي تحفني ذات اليمين وذات اليسار .. سأعتلي عرش هذا الكبرياء الأكثر من إغراء ذات انتصار مظفر..!
كان هذا هو نبض همسه الأخير الذي رحل ذات غفلة ..
ذات حسرة..
ذات جرم ..
ذات قهر .. !
لم يعد هنا ..! استيقظ هذا الصباح الأليم مقفرا بدونه .. إشراقته كانت معتمة .. غادره مع نجومه وطيوره ولم يفارقهما .. احترق بهما وتصاعد دخانا أبيض.. فأعتلى السماء فخرا. ريثما بيوت المدينة الثكلى تبكيه .. وتبكي الفاجعة .. كانت سيول الدموع تفيض من نوافذ الآهات.. وتتدفق الحرقة من شقوق القلوب .. بينما تستعر الأكباد بنزيف المدامع.
احتار وطنه المكلوم بفاجعته.. وهو يتساءل مشدوها بآهاته وحسرته : من اغتال همسك المجنون..¿ ممن أثأر لك ..¿! فهل يلعق الجريح أوجاع حسرته .. ويقتص من نفسه لنفسه ليبرأ جرحة ..¿!
رحل ..! وانمحت ألوان تراتيله التي رسمها على لوحة شفتيه قبل أن ينهبها جرم عقيدة لاهية بالضياع ..! رحل .. وانطفأ بريق التحدي في مقلتيه .. ولم يكن يعلم أن طيوره ونجماته.. الذي ظل يتباهى بهما وهو يحملهما على كتفيه كل صباح اعتزازا وفخرا هما كفنه المنتظر ..!
رحل في فجر منكوب .. لم تكن تسابيحه سوى أنين ومواجع .. تدوي آهاتها فاجعة.. تلو فاجعة.. تلو فجائع .. فسجدت المآذن سهوا في محرابها من فرط جزعها .. بينما الصلاة لم تكن خاشعة..!

قد يعجبك ايضا