اليمن كلها ابطال

احمد غراب

لا اعرف ما جنسية المسؤول الذي سئل : ” كم نسبة البطالة عندكم ¿ “.
فأجاب ” البلد كلها ابطال ” . اعتقد انه يمني والله اعلم.
واقع البطالة في اليمن هو الأسوأ لا اقول عربيا فحسب بل عالميا .
ثلاثة ارباع السكان من فئة الشباب والايادي العاملة رخيصة الى درجة الاستغلال خصوصا خلال الفترة الاخيرة.
لدرجة ان الشباب لم يعودوا يبحثون عن عمل لتوفير لقمة العيش وانما ليشعروا انهم يعيشون .
المردود المادي الذي يحصلون عليه لايكفي قيمة مواصلات والرقدة في البيت اشبه بالموت البطيء.
شباب في قمة الحيوية والنشاط يداومون تبع شركات الحراسة الخاصة ثمان ساعات يوميا واقفين سايرين جايين بكم في الشهر ¿
اربعة عشرألفا وخمسمائة ريال فقط لاغير.
خريجات جامعيات مؤهلات يعملن في مدارس خاصة بمبلغ شهري زهيد مابين اثني عشر الى عشرين الفا في احسن الأحوال.
القطاع الخاص يستغل البطالة وتوفر الايادي العاملة وغياب الرقابة من الجهات الحكومية المسؤولة ابشع استغلال ويرفع شعار اعجبك اشتغلت ما اعجبك فيه الف غيرك.
اما تشتغل وانت ساكت وتتحمل كل انواع الاستغلال او يقولوا لك الباب يفوت جمل!!
وعلى هذا قس وما خفي كان اعظم.
القطاع الحكومي اصبح اشبه بالمشلول ولن اذهب بعيدا عندكم مثال وكالة سبأ التي اعمل فيها منذ ثلاثة اعوام وهي متوقفة واكثر من الف موظف بلا عمل باستثناء القليل والآن قالوا رجعوها وشغلوا اقساما واقسام اخرى في علم الغيب ولاتسأل عن التسويات والترقيات والتعيينات التي يفترض ان يكون معيارها الكفاءة والمهنية وان تمنح لجميع الادارات بلا استثناء.
هذا مجرد مثال ولك ان تسأل الموظفين في معظم مؤسسات الدولة خصوصا غير الايرادية منها عن مدى التدهور الذي يمرون به.
كنا نتحدث عن طبقة متوسطة الآن نحن الموظفون اصبحنا فئة كادحة فما بالكم ببقية الفئات من العاطلين.
طوال عقود زمنية ونحن نسمع عبارة عجلة التنمية ونضحك لأنها كانت تمشي رغم انها مبنشرة اما الآن فلاعجلة ولاماكينة ولاسيارة ولانملك سوى رحمة الله بالبلد وبهذا الشعب.
جمعتكم مباركة
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين