لكي لا ننسى
أحمد الكاف
حقيقة يعرفها الجميع وأجمع عليها الكل وهي أن التغيير مطلب حتمي لا مفر منه بل هو أمر ضروري لا بد منه خاصة بعد أن شهدت بلادنا احتقانا سياسيا واجتماعيا عقب حرب صيف 1994م المشئومة وفشل النظام السابق في أي إصلاح سياسي مزعوم فعلا كلنا ننشد التغيير واختلفنا في الطريقة والأسلوب فقط ومع ذلك نجحنا في الوفاق والأتفاق على طريقة مثلى للتغيير السلمي للسلطة وللنظام ومن خلال توقيع الفرقاء على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وبمباركة كافة مكونات المجتمع اليمني وقواه الحية ودعم إقليمي وأممي وتحت ظلال المبادرة شكلت فرق الحوار الوطني وبحسب الوفاق والاتفاق ونجح المتحاورون في تحقيق الطموحات والآمال تغيير سلمي للنظام وإعادة بناء الوطن من جديد ومن خلال مخرجات الحوار تجلت الحكمة اليمانية وتلاشت في سماء وطننا تلك السحابة السوداء الداكنة ولاشت ظلمة الليل الحالك وأشرقت شمس الضحى وتفتحت أزهار الربيع اليمني إيمانا بعهد جديد عهد المحبة والوئام عهد ترسيخ الوحدة اليمنية وتصحيح مسارها في ظل دولة اتحادية قوية وراسخة تضمن المساواة لجميع فئات المجتمع اليمني وشرائحه فعلا مرت بلادنا بظروف سياسية صعبة للغاية كادت أن تغرق الوطن في أتون حرب أهلية قد تهلك الحرث والنسل والأخضر واليابس حرب لن تبقى ولن وتذر.
صحيح هناك صعوبات تواجهنا ومشاكل تقف عشرة أمام طموحاتنا وآمالنا لكن علينا أن نتذكر تلك الأحداث المأساوية التي شهدناها ونتذكر مآسي غيرنا من ويلات الصراعات والفتن ونسعى جاهدين جميعا نحو تنفيذ مخرجات الحوار وأولها الالتزام بأسس ومبادئ الوفاق والاتفاق وإعداد دستور جديد دستور للشعب وليس للحاكم والقبيلة والحزب وننطلق على ضوئه لبناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون وحري بأولئك الواهمين بإعادة عجلة التاريخ إلى الخلف التفاعل الإيجابي مع طموحات وآمال الشعب في تنفيذ مخرجات الحوار ما لم سيلعنهم التاريخ ولن يغفر لهم الشعب ولكن لا ننسى فإن كل من يقف عثرة أمام إنجاح التسوية السياسية سيبوء بالخسران وسيقف وحيدا أمام محكمة الشعب لينال جزاءه العادل.