مسلمو افريقيا الوسطى يستغيثون

خالد الصعفاني


 - .. في جمهورية افريقيا الوسطى المسلمون يواجهون خطر التطهير العرقي على يد الجماعات المسيحية المعروفة بـ الانتي بالاكا .. والمسئولية الحالية تتوارد من كل أصقاع العالم الاسلامي إلى أهل هذه الخريطة
خالد الصعفاني –

في جمهورية افريقيا الوسطى المسلمون يواجهون خطر التطهير العرقي على يد الجماعات المسيحية المعروفة بـ الانتي بالاكا .. والمسئولية الحالية تتوارد من كل أصقاع العالم الاسلامي إلى أهل هذه الخريطة في المقام الاول ثم الى خريطة العالم بقاراته الخمس حيث تمثل الأمم المتحدة ما يفترض أن يكون سلطة رعاية البشر كانوا جماعات او طوائف أو حتى بلدانا ..
.. في مأساة الانسانية في روندا ازهق العنصريون الهوتو هناك حياة 800 ألف بشر من التوتسي وكان الرقم قياسيا إذ كانت حصيلة الصراع الدامي مليون إنسان في 100 يوم فقط .. ما يعني عشرة آلاف إنسان أزهقت أرواحهم كل يوم واحد .. كانت المأساة أبشع من المتصور لأن فرنسا كما اتهمها الرئيس الحالي للدولة الافريقية كانت داعمة لعصابات الهوتو حينها بينما لم تكن بلجيكا وفقا للرئيس بعيدة عن المسئولية أيضا ..
.. الإنسانية الدولية لا تريد تكرارا لتلك المأساة التي شهد عليها العام 1994م وسجلت أبشع موجة تطهير عرقي على مدى التاريخ الحديث .. لكن الأمنية شيء ورغبات بعض القوى المشبعة بالعنصرية الدينية أو العرقية في دول كبيرة ومتقدمة كما في دول صغيرة أو نامية شيء آخر مختلف ..
.. ونحن نقف في موقف المشاهد “المتمدد ” أمام ما يجري في ذلك البلد الافريقي لا أقل من أن نكون معهم بأي شيء فنحن لا نريد نسخة قبيحة أخرى من مأساة التطهير الديني الذي تعرض له أشقاؤنا في البوسنة والهرسك عام 1992م على يد الجيشين الصربي والكرواتي ..
.. وتحضرني هنا مبادرات حاتميه الكرم سارعت إليها دول عربية خليجية تحديدا لضخ المساعدات المالية وغيرها لدول عديدة من الفيليبين في طوفانها وحتى أمريكا حين ضربتها موجة الثلوج الأخيرة .. أين دور هذه الدول من مأساة المسلمين في أفريقيا الوسطى ..¿!
.. وغير بعيد نحن نتساءل عن الجمعيات الخيرية التي زارت جمعاتنا وجماعاتنا على مر السنين , ونقول أين هو ¿!!
.. ما هو دور الإعلام اليمني في تناول هذه القضية الاسلامية والإنسانية بامتياز .. وأين هو دور المنظمات الاجتماعية والفعاليات التي أصبحت منشارا على رقاب المانحين واليمنيين على حد سواء ..¿!
.. أتساءل أيضا عن معشر الخطباء والوعاظ الذين عرفناهم بالفتاوى الكارثية والتصريحات الدراماتيكية من “القرضاوي” الى “العرعور” إلى “مفوهي الفتاوى” في أرض الحكمة والإيمان .. هل جف حبر ألسنتهم أم هم في جهاد أكبر وأهم آخر لا يعلمه إلا الله ..¿!
اخيرا :
.. المجتمع المسلم في افريقيا الوسطى يستغيث وهو أمام تهديد كارثي لم تقلل منه مئات القوات الفرنسية التي سارعت للتدخل لكنه كان بمقام الحاضر الغائب .. قوات تشادية تدخلت أيضا بحكم الرابط الأيقوني الإسلامي لكن هذا جعل البعض يتهمها بالانحياز للمسلمين وها هي تخرج , والبديل دولي لكنه لن يكون هناك إلا بعد اشهر خمسة وهذا يعني فتح ابواب الكارثة على المصارع والاحتمالات لا سمح الله ..
khalidjet@gmail.com

قد يعجبك ايضا