نصيحة للقيادة قبل فوات الأوان
عارف الدوش
• التقارب الزمني بين الهجمات الإجرامية على معسكرات الجيش والأمن ومسلسل الاغتيالات الغامضة لضباط وقادة عسكريين وأمنيين محترفين وبعض مظاهر اهتزاز واختلال الضبط والربط والالتزام العسكري والأمني يبعث مخاوف كبيرة وأخطار محدقة بالبلاد والعباد.
فجرائم الهجوم على مقر المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا أكتوبر 2013م والهجوم على مجمع وزارة الدفاع “العرضي” ديسمبر 2013 والهجوم على السجن المركزي بصنعاء وتهريب سجناء “القاعدة” فبراير 2014 والهجوم والهجوم على نقطة أمنية بحضرموت 24 مارس 2014م والهجوم على مقر المنطقة العسكرية الرابعة في التواهي بعدن 2 ابريل 2014م كلها عمليات إجرامية متقاربة الزمن في سياق مخططات تستهدف الجيش والأمن ومعنوياته والهدف إضعافه.
يعلم القاصي والداني أن استهداف معسكرات الجيش والأمن ومراكز قيادتها هي عمليات إجرامية ورائها مخططات جهنمية تديرها جماعات وأطراف مختلفة ومتناقضة في التوجهات والأفكار والمصالح تمتلك القوة بعنصريها الهامين “السلاح والمال ” لحسم كل شيء يتعلق بالدولة والحكم لصالحها ولخدمتها.
ومهما بدت الجماعات المسلحة والأطراف التي بيدها أدوات القوة مختلفة ومتناقضة لكن يجمعها هدف واحد تراه أنه سيؤدي إلى تحقيق مآربها وهو تدمير تماسك وقوة وانضباط ومعنويات المؤسسة العسكرية والأمنية وتحويلها الى غنائم بعتادها وأفرادها وبالتالي يسهل عليها بعد ذلك فرض شروطها فيما يتعلق بالدولة والحكم من جميع النواحي.
لست مبالغا ولا متشائما فقد قرأنا وتحدثت المئات من الأخبار والتقارير الصحفية عن حصار معسكرات ومحاولة مهاجمتها وجرى تداول أن هناك أسلحة تم نهبها من معسكرات أو سربت وأن هناك معسكرات جرى اضعافها بقصد وتعمد ليكون عتادها لقمة سائغة بيد جماعات مسلحة والأمر رأه الناس وقرأ عنه سواء في أبين عند سيطرة عناصر القاعدة على بعض مديرياتها أو في مناطق الصراعات والحروب في كل من صعدة وحرف سفيان وما يتم تداوله اليوم حول أحداث عمران لا يخرج عن هذا السياق.
فبعد أن حققت المرحلة الأولى من هيكلة الجيش والأمن بعض النجاحات والحديث أن استكمال الهيكلة سيقضي على أذرع القوة التي تحتمي بها أو تخطط لاستخدامها وقت الحاجة القوى والأطراف والجماعات المسلحة إما لفرض شروطها أو السيطرة على الدولة والحكم.
وتظهر تلك الجماعات المسلحة العنيفة والإرهابية وفقا لشروط ونوع وطبيعة المنطقة الجغرافية التي يتم فيها الهجوم واقتحام معسكرات الجيش والأمن كما حدث في حضرموت وصنعاء ” مجمع الدفاع في العرضي ” والمنطقة العسكرية الرابعة بعدن وقبل ذلك إسقاط مناطق وأجزاء واسعة من مديرات كما حدث في أبين أومن خلال إبطال فعالية المعسكرات ومحاصرتها بمليشيات مسلحة والسيطرة عسكريا وأمنيا كما تم في صعدة وما يجري التحضير له في عمران وربما على تخوم العاصمة.
والجماعات المسلحة العنيفة تحت مسميات” القاعدة”أو أسماء أخرى مختلقة كلها أشكال مسلحة ترى نفسها أقوى من الدولة فتريد تقويضها وإنهاء تواجدها فتبدأ بتدمير معسكراتها أو تضعفها تمهيدا لإنشاء كيانات ودويلات وإمارات وسلطنات مذهبية وطائفية مغلقة على نوع من البشر ونوع من التدين والتمذهب.
حتى الآن هناك حلم كبير وتريث وصبر تبديه القيادة السياسية والعسكرية لأن البلاد لا تتحمل المزيد من المواجهات والدماء وأن هناك توافقا جماعيا تم برعاية اقليمية ودولية ومسنود بقرارات أممية من مجلس الأمن الدولي وأن مخرجات الحوار الوطني عقد اجتماعي جديد لبناء يمن جديد لكن هناك قوى وجماعات وأطراف تمتلك القوة ترى أن كل ذلك عبارة عن تكتيك ومراوغة تعاملت معه وبيدها أدوات الحسم “السلاح والمال” لإلغاء ذلك وفرض شروطها ومشروعها.
إذن هذه القوى والجماعات والأطراف لا تفهم لغة الحوار ولا السياسة ولا التوافق ولا مصلحة اليمن وشعبها ما تفهمه هو مصالحها وتوجهاتها ومشروعها وتعتقد أن أدوات الحسم بيدها ” السلاح والمال” وهي منذ أكثر من نصف قرن تحبط أي توجه نحو بناء الدولة وتطبيق النظام والقانون وإن سنت عبر ممثليها في الحكومات المتعاقبة أجمل وأفضل القوانين وكتبت أروع المواد الدستورية ووقعت وأقرت أرقى مواثيق الحقوق والحريات الدولية.
نصيحة قبل فوات الأوان للقيادة السياسية والعسكرية وكل الحالمين بعقد اجتماعي جديد لبناء يمن جديد فقد بلغ السيل الزبى وهناك ضرورة ملحة لمكاشفة الشعب أولا بحقائق تلك القوى والجماعات بشفافية مطلقة من خلال نشر الحقائق حول كل الجرائم السابقة ومن يقف ورائها والاحتماء بالسند الشعبي والتأييد الإقليمي والدولي للبدء با