صنعاء .. الحلم الذي كان

ناجي عبدالله الحرازي


من المؤسف حقا ان تسمع من يقول هذه الأيام ان صنعاء لم تعد تلك التي حوت ذات يوم كل فن وكان فيها الماء والخضرة والوجه الحسن ..
فالزائر للمدينة لم يعد بإمكانه هذه الأيام أن يرى شيئا من كل ذلك الجمال الطبيعي بلمحة بصر كما اعتاد ذات يوم قبل أن تتعرض للتشويه وتتغير ملامحها المميزة وتغيب عنها عناصر الجمال والخصوصية التي ميزتها على مر الزمان ..
صنعاء هذه الأيام ما ان تطأ قدماك أرضها الطيبة في مطارها الدولي حتى تفاجئك رائحة منفرة لاتعرف مصدرها ولا متى ستختفي ..
و ما أن تغادر مطارها متوجها اليها بشوق وحنين حتى تفاجئك بعض أحيائها بعشوائيتها وبفضلات القمامة المنتشرة في طرقها وأزقتها ..
حتى شوارعها وميادينها الرئيسة لم تعد تخلو من مظاهر الفوضى وانعدام النظافة ..
بالكاد يمكن للزائر أن يتعرف على حدائق المدينة ومنتزهاتها المتواضعة لكن من يصدق ان منتزه عصر المطل على المدينة بات اليوم مغلقا أمام الزائرين بعدما كان ذات يوم احد أبرز ملامحها السياحية ¿¿¿
ومن يصدق أن منتزه فج عطان فقد بريقه وبات هو ومنتزه عصر وبقية منتزهات وحدائق المدينة بحاجة ماسة إلى تفعيل خطة التأهيل التي أعلن عنها أمين العاصمة أملا في تحسين المظهر العام للمدينة وإظهارها بمظهر لائق¿

ومن يصدق ان إشارات المرور غابت تقريبا عن كل تقاطع شوارعها ¿¿
ومن يصدق ان سائلة صنعاء التي تربط شمال المدينة بجنوبها وتفصل أجزاء من شرقها عن غربها أصبحت اليوم  اهم الطرق الرئيسية التي يفضلها سائقو السيارات بعدما ضاقت بقية شوارع المدينة الرئيسية بهم وبمركباتهم وبالمشاة ¿¿
مشاهد مزعجة
وإذا ما تجولت في أنحاء المدينة ستفاجئك مشاهد لم تعتدها المدينة الحالمه ..
بعض هذه المشاهد يبعث على الأسى والحزن ويدفعك للسؤال عمن يتحمل المسؤولية وهذه كثيرة لاتغيب عن معظم انحاء المدينة .
وآخرى تثير الدهشة وتدفعك للسؤال عن أسبابها ..
كما هو حال مشهد طابور الراغبين في التقدم بطلب تأشيرات الدخول لجمهورية الصين الصديقة ..
المشهد يتكرر مرتين على الاقل اسبوعيا ومن خلاله يلاحظ الماره اصطفاف العشرات اذا لم يكونوا المئات على مرأى ومسمع الجميع .. اصطفافهم  لوقت طويل أمام مدخل القنصلية منذ ساعات الصباح الأولى .. اذا لم يكن منذ ساعات مساء اليوم السابق لعلهم يحظون بفرصة الحصول على أحد الأرقام المحدودة التي تتفضل القنصلية بتوزيعها على المصطفين بشكل مزاجي وكأنهم توافدوا إليها طلبا للمساعدة او لمعونة غدائية ..
والأدهى انه حتى المحظوظين ممن تقع في أيديهم تلك الارقام لا يحصلون على فرصتهم اذا انقضت ساعات الدوام المحدودة جدا ..
إذ يتوجب عليهم تكرار المحاولة مجددا اذا كانوا مصرين على الذهاب للصين ..
وعندما تسأل عن نوعية هؤلاء الذي يعرضون انفسهم لكل هذه المعاناة او الإهانة تفاجأ بأن جميعهم رجال اعمال وتجار يرغبون في استيراد بضائع من الصين ..
ليسوا عاطلين  يبحثون عن فرصة عمل ولا مهاجرين ينشدون حياة افضل في بلاد التنين الأحمر ..
وعندما تسأل عن سر هذه المعاملة القاسية لا تجد إجابة شافية ..
إذ يقال لك ببساطة : اذا كان لديك واسطة فقد تحصل على التأشيرة في الوقت المطلوب
وفي ما عدا ذلك عليك ان تعاني مع الآخرين ..
فما رأي وزارة خارجيتنا الموقرة ¿
وما رأي الأصدقاء الصينيين ¿¿
الا يستحق تجار اليمن ورجال أعمالها وطالبو العلم ولو في الصين معاملة افضل ¿¿¿ 

قد يعجبك ايضا