الكنوز الحضارية والتاريخية في محافظة تعز (4)
اعداد /محمد محمد العرشي

المقدمة:
أخي القارئ الكريم .. يسرني أن أقدم لك على صحيفة الثورة الغراء مقالي هذا عن جبل صبر من مدينة تعز في محافظة تعز العöز (والجبل هو ما ارتفع من الأرض إذا عظم وطال ويجمع على جبال) وإنني أهيب بالسياسيين والمفكرين والباحثين أن يستوعبوا جغرافية وتاريخ جبال اليمن وحصونها وقلاعها التي ستفاجئهم أن اليمن موحد بجباله ومدنه وعزله وقراه فسيجدون عدن الموجودة في جنوب اليمن في محافظة حجة في عدن لاعة وسيجدون تعز في محافظة عمران في مديرية ذي بين وسيجدون صبر في محافظة صعدة وسيجدون إب في محافظة أبين وسيجدون أن معظم مسميات العزل والمحلات والقرى موجودة في شمال اليمن وفي جنوبه وفي شرقه وفي غربه..
أخي القارئ الكريم.. تصور مدينة تعز دون أن يعلوها جبل صبر لا شك لن يكون لها نفس الجاذبية والجمال والخضرة التي يمنحها جبل صبر..
الخلاصة أن في جبال اليمن حقائق هامة هي كالتالي:
أولا: في جبال اليمن كنوزها ومعادنها وخيراتها.
ثانيا: أن في جبال اليمن أمنها السياسي والقومي.
ثالثا: أن في قلاع وحصون اليمن التي تم إنشاؤها عبر التاريخ إلى عصرنا الحاضر الكثير من أسرار تاريخ اليمن وخفايا الصراع السياسي من عهد الحضارة السبئية والمعينية إلى عصرنا الحاضر…
ولأهمية الجبال فقد ورد لفظ الجبال في (القرآن الكريم) في أكثر من (30)موضعا وفي سور مختلفة من كتاب الله العلي القدير.. واليمن مشهورة بجبالها في جنوبها وشمالها وشرقها وغربها بالإضافة إلى جبل صبر فهناك جبال في بعدان ووصاب وعتمة وريمة وبرع وحفاش وملحان وحضور ومسور المنتابوالشرفين والأهنوم وفي هذه الجبال توجد العديد من الأشجار والنباتات المتنوعة التي قد لا توجد في أي دولة أخرى إضافة إلى وجود الغيول والأنهار والحصون والقلاع كما توجد في هذه الجبال العديد من المعادن مثل: الحديد والذهب والفضة والنيكل والفحم الحجري والعقيق و…الخ فاستيعابنا لتاريخ وجغرافية الجبال ستجعلنا نكتشف ثروات بلادنا المتنوعة…
جبل صبر
ورد في قواميس اللغة العربية على النحو التالي: الصبر: عصارة شجر مر وهو الدواء المر. وقال في معجم البلدان: صبöر بفتح أوله وكسر ثانيه بلفظ الصبر من العقاقير والنسبة إليه صبري.
وجبل صبر جبل شامخ يقع إلى السفح الشمالي من مدينة تعز يصل ارتفاعه إلى حوالي(3070مترا ) عن مستوى سطح البحر ويرتفع عن مدينة تعز حوالي (1500مترا) ما يزيد جمال المدينة إلى جمالها وبالذات في الليالي المقمرة. ويطل جبل صبر على مدينة تعز وخدير ويقابله جبل حبشي من الغرب وجبل سامع من الجنوب تعيش فيه عشائر في الوقت الحاضر تكاد تمثل جميع سكان اليمن.. وتحيط به المنحدرات السحيقة وفي أعلاه حصن العروس وبقايا كثير من الحصون القديمة. وتغطي جوانبه الزراعات المختلفة وبخاصة القات والبن والحبوب والفواكه. وذكöر أن ماء تعز ينزل من جبل صبر وقد قيل: «أن سيف الإسلام طغتكيناشترى هذا الماء من أصحابه بعشرة الآف دينار وسبله ويسمى ماء الخشبة وهو ماء خفيف هني مري. ويقال: إنه عين كثير الماء نصفه يقلب إلى تعز وأجود منه وليس يمöن أهل جبأفي المسراخعلى الغرباء إلا بشرب هذا الماء لا غير من طيبه. وينزل ليسقي جميع فواكهها وأحطابها وأخشابها التي للعمارة لأن الغصن ميال والغيم هطال.»
وتذكر المراجع التاريخية أن جبل صبر ذكره رواة الحديث فقد ورد في كتاب (مرآة المعتبر في فضل جبل صبر) لمؤلفه عبدالفتاح بن محمد علي المخلافي في الصفحة رقم (10) ما رواه الترمذي عن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه فقال: إني عجزت عن مكاتبتي فاعني قال: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان مثل جبل صبير دينا أداه عنك فقل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وذكر المؤرخون أن الترمذي ذكر جبل صبر هكذا «صبير» بصاد مهلمة وباء موحدة مكسورة وياء مثناة من تحت ساكنة. كما أوردت الكثير من الكتب والمراجع التاريخية أن سبب تسمية صبر بهذا الاسم هو من باب الأسماء المصروفة عن حقيقتها كما هو مشهور عند العرب فإنهم قد يسمون الشيء الحسن بضده ليسوء السامع سماعه خوفا من المسمى من أن تصيبه العين قال السهيلي في الروض الأنف عند ذكر كلاب بن مره ما معناه أن عبدالمطلب قيل له: ما بال العرب تسمي أولادها بهذه الأسماء الوحشة مثل كلاب ومرة وحنظلة وتسمي عبيدها بالأسماء الحسنة مثل بلال وسرور فقال عبدالمطلب: ما معناه نحن نسمي عبيدنا لنا ونسمي أولادنا لأعدائنا ليكونوا عليهم كذلك..
فجبل صبر من الناحية (الطبوغرافية): دخل ضمن مناطق المرتفعات الوسطى والجنوبية حيث يشكل معلما تضاريسيا هاما ويشرف على المناطق الجنوبية من أعلى قمة فيه هي قمة جبل العروس.