الجند ..مدينة يمنية إسلامية عمرها 1429 عاما
محمد محمد العرشي

المقدمة:
أخي القارئ الكريم .. يسرني أن أقدم لك على صحيفة الثورة الغراء مقالي الذي قمت بإعداده عن مدينة الجند المدينة الإسلامية المشهورة والتي تقع شمال مدينة تعز بمسافة 22كم والذي بنى جامعها الصحابي الجليل معاذ بن جبل في السنة السادسة للهجرة النبوية ومن خلال دراستنا عن تاريخ مدينة الجند نستطيع أن نستخلص العديد من الحقائق الجلية والواضحة وهي:
أولا: أن اليمن تستطيع أن تفتخر وتتباهى بأن فيها أقدم ثلاثة جوامع على مستوى العالم الإسلامي باستثناء المسجد الحرام في مكة والجامع النبوي في المدينة والجوامع الثلاثة هي: جامع صنعاء جامع الجند جامع ذمار.
ثانيا: تستطيع اليمن أن تفتخر وتتباهى بان فيها أيضا أقدم ثلاث مدارس على مستوى العالم الإسلامي وهي مدرسة الجامع الكبير بصنعاء ومدرسة جامع الجند بتعز ومدرسة جامع ذمار لأنه من خلال البحث العلمي وجد أن معظم العلوم الإسلامية كانت تدرس في هذه الجوامع وهي قراءة القرآن والحديث وعلم الفرائض وقد ذكر المؤرخ العلامة جمال الدين بن عبدالله الطيب بن عبدالله بن أحمد بامخرمة الحميري (المتوفي947هـ/1540م) الملقب بـ(بامخرمة) في كتابه (النسبة إلى المواضع والبلدان) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لمعاذ لما بعثه إلى الجند: علمهم القرآن وشرائع الإسلام وأقض بينهم.
ثالثا: كانت مدينة الجند أول محكمة للقضاء في الإسلام كانت مدينة الجند بمنطوق الحديث..
رابعا: أن الفتوى في أوائل الدولة الأموية كان محصورا في عطاء بن أبي رباح مولى فهر وكان ينسب إلى الجند وكان من أجöلاء فقهاء التابعين كما ذكر بامخرمة.
خامسا: تستطيع اليمن أن تفتخر أن أحد مشائخ الإمام الشافعي وهو محمد بن خالد الجندي أحد أبنائها..
وبما أن مدينة تعز أصبحت العاصمة الثقافية لليمن الموحد فمن أول أولوياتها الاهتمام والاعتناء بجامع الجند -الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببنائه- وترميمه على أسس علمية وفنية كما هو الكائن الآن في ترميم وتجديد توأمه جامع صنعاء عاصمة اليمن الموحد وفي نفس الوقت إحياء ساقية المياه التي أنشأها وزير السيدة بنت أحمد الصليحي التي ينزل الماء عبرها من خنوة وهي منطقة شرق القاعدة… وبذلك سوف تزدهر السياحة الدينية والسياحية البيئية ولا شك أن المجلس المحلي لمحافظة تعز سوف يعطي جل اهتمامه بما ذكرناه أنفا..
مدينة الجند
الجند: وردت في قواميس اللغة (لسان العرب لابن منظور وشمس العلوم لنشوان الحميري) بأنها: المدينة و جمعها أجناد والجند: الأرض الغليظة وقيل هي حجارة تشبه الطين. والجند: موضع باليمن وهي أجود كورها وفي الصحاح: وجند بالتحريك: بلد باليمن. وفي الحديث ذكر الجند بفتح الجيم والنون أحد مخاليف اليمن وقيل: هي مدينة معروفة بها.
وتقع مدينة الجند شمال محافظة تعز على بعد حوالي 22 كيلومترا والجند مخلاف نسب إلى الجند بن شهران» بطن من المعافر والمدينة قديمة لها تاريخ طويل وتعتبر إحدى مدن اليمن الأولى التي أسس فيها مسجد على التقوى وهي اليوم متناثرة الخرائب لولا جامعها الأثري ومنارته الشامخة اللذان يدلان على مكانتها وللجند باب كان على سور متنزه ثعبات في مدينة تعز ولها سوق كان يقام أمام جامعها يعد أحد أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام.
وكانت مدينة تعز من أعمال الجند ثم صارت الجند من أعمال تعز ويقول “عمارة اليمني” في كتابه “المفيد”: ((وبالجند مسجد بناه “معاذ بن جبل” رضي الله عنه وزاد فيه وحسن عمارته “الحسين بن سلامة” وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “لمعاذ” لما بعثه إلى الجند: (علمهم القرآن وشرائع الإسلام واقض بينهم) فوصل “معاذ” إلى الجند أميرا وبنى المسجد المعروف في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
والجند من المحلات الأثرية وحوله الكثير من الخرايب وأصله من بناء معاذ بن جبل الصحابي رضي الله عنه وقد زادت فيه الملوك. وتطرق للأحداث. ومن الآثار العجيبة في الجند ساقية الماء التي تنزل إليه من خنوة شرقي القاعدة من أعمال المفضل بن أبي البركات أحد وزراء السيدة بنت أحمد الصليحية ففتح لها في بطون الجبال الصم على عمق قدره عشرة أمتار وأجراه بعمل جبار متقن حتى أخرجه إلى ظاهر القاع المسمى قاع الجندية و أجراه إلى المسجد في ساقية فسيحة على عرض متر.
وقال الطيب بن مخرمة في كتاب النسبة إلى البلدان: الجند بفتحتين وبالدال مهملة وجهة كبيرة من اليمن فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قسم اليمن على خمسة رجال: خالد بن سعيد على صنعاء والمهاجر بن أبي أمية على كöندة وزياد بن لبيد على حضرموت ومعاذ بن جبل على الجند وأبو موسى الأشعري على زبيد ورمع وعدن والساحل.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ لما بعثه إلى الجند: علمهم ا