شعر الحرب والفخر في أطروحة دكتوراه

حصل الأديب والباحث أحمد صالح النهمي على درجة الدكتوراه عن أطروحته الموسومة بـ(الخصائص الأسلوبية في مختارات شعر الحماسة بين أبي تمام والبحتري شعر الحرب والفخر أنموذجا)من كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بالسعودية والتي تم مناقشتها خلال الايام الماضية .
وقدأشادت لجنة المناقشة بالاطروحة والجهد العلمي الذي بذله الباحث في أطروحته وماتضمنته من نتائج لها أهميتها في النقد الادبي .
وقد تكونت لجنة الحكم والمناقشة من كل من: الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم شادي (المشرف على الرسالة) مقررا . الأستاذ الدكتور محمود توفيق محمد سعد مناقشا داخليا. الأستاذ الدكتور حزام بن سعد الغامدي مناقشا خارجيا. وبعد المناقشة وتداول لجنة الحكم والمناقشة فيما بينها قررت منح الباحث درجة الدكتوراه في البلاغة والنقد بتقدير (ممتاز) مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة الأطروحة على نفقة جامعة أم القرى وتبادلها بين الجامعات.
والأديب الدكتور أحمد صالح النهمي من الباحثين والادباء اليمنيين الذين لهم أسهاماتهم الادبية والنقدية الهامة .
وفي ملخص أطروحته التي قدمتها أمام لجنة المناقشة قال الباحث أحمد النهمي:
إن انتقاء مختارات من الشعرö العربيö وجمúعها في كتاب يعد ظاهرة أدبية قديمة عند الأدباءö العربö ولعل من الاختياراتö الأولى في هذا الشأنö المعلقات والمفضليات والأصمعيات بيد أن هذه الاختياراتö كانتú تضم أشتاتا مختلطة من جيادö القصائدö وروائعö الأشعار لا يحكمها تبويب مقصود ولا تنسيق منظم إلى أن جاء أبو تمام شاعر العربيةö الكبير فوضع ديوان الحماسة فكان أول اختيار يقوم على معايير فنية في الاختيارö ومنهج واضح في التقسيمö والتبويبö.
لقد كان أبو تمام حبيب بن أوس الطائيالذي عاش بين تسعين ومائة وإحدى وثلاثين ومائتين للهجرةشاعرا موهوبا عرöف بسعةö ثقافتهö وحöدةö ذكائهö وخبرتهö الواسعةö بالشعر وأسراره وتمييزö جيدهö من رديئه وكان له من المحفوظات الشعريةö ما لا يلحقه فيهö غيره ولا شك في أن أبا تمام قد أفاد من هذه المؤهلاتö وأعúملها فيما وصل إليهö من أشعارö العرب فكان « يختطف من دواوينö الشعراءö الأرواح دون الأشباح ويخترف الأثمار دون الأكمام» محتكما في الاختيارö إلى معايير فنية تنهض شاهدة على ذوقهö الشعريö الممتازö وحسöهö الفنيö المرهف وعمقö فهمهö لفنö الشعر فحققتú اختياراته الشعرية المعروفة بـــــــــ (ديوان الحماسة) شهرة كبيرة وانتشارا واسعا في الأوساطö الأدبيةö والمجالسö العلميةö حتى قيل إنه: «لم يتفقú في اختيارö المقطعاتö أنقى مما جمعه (أبو تمام) ولا في اختيار المقصداتö أوفى مما دونه المفضل ونقده» واشúتهöر بين الناسö «أن أبا تمام في اختياره الحماسة أشعر منه في شعرöهö» وبسبب ما حققته اختيارات أبي تمام من قبول وانتشار فقد أعجب بها بعض الأدباء فعارضوها وصنعوا مختارات شعرية على شاكلتها ويعد أبو عبادة الوليد بن عبيد الله البحتري الطائي الذي عاش بين ست ومائتين وأربع وثمانين ومائتين للهجرة واحدا من كبارö الشعراءö الذين أعúجöبوا باختياراتö أبي تمام الشعرية في ديوانö الحماسة فنهض وقلدها وألف على غرارöها حماسته بيد أنها لم تحظ بشيء يذكر من الذيوع والانتشار ولم تلق من عناية الدارسين واهتمامهم شيئا مما لقيته اختيارات أبي تمام قديما وحديثا.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو: لماذا تخير الباحث أن يكون مدار بحثهö في الكشفö عن الخصائصö الأسلوبيةö في الشعرö الحماسي¿ ثم لماذا جمع في دراستهö بين اختياراتö شعرö الحماسةö في حماستي أبي تمام والبحتري¿
النص الشعري ومآثر الأجداد
*وعن أهمية هذه الدراسة يوضح الباحث :
– الحق أن لكل دراسة علمية ما يحفز على القيام بها وإنجاز ما تقتضيه من حسن النظر ودقة البحث وموضوعيته ولهذه الدراسة دواع وبواعث عدة أهمها:
ــ أن شعر الحماسةö يشكل المادة الشعرية الأساسية في في مختاراتö حماستي أبي تمام والبحتري فقد أكثر منه أبو تمام وجعله أول أبواب اختياراته الشعرية وأعظمها حجما وأغزرها شعرا وتابعه البحتري فجعل شعر الحماسة مفتتح مجموعه الشعري ومرتكز اختياراته فالأبواب السبعة والعشرون الأولى منها تدور في فلك معاني الحماسة وتفصل جزئياتها التي أجملها أبو تمام في باب واحد.
ـــ أن النص الشعري الحماسي لا يستمد قيمته من الناحية الموضوعية فحسب ولكنه يستمدها أيضا من الناحية الفنية فهو شعر متخير انتقاه شاعران كبيران م