بكى صاحبي
محمد المساح
ولدنا صباحا
لأم ندى وأب زعفران
ومتنا مساء
بلا أبوين
على بحر غربتنا
في زوارق من ورق السيلوفان
على ورق البحر
ليلا كتبنا نشيد الغرق
وعدنا احترقنا بنار مطالعنا
والنشيد احترق بنار مدامعنا
والورق يطير بأجنحة من دخان
وها نحن يا صاحبي صفحتان
ووجه قديم يقلبنا من جديد
على صفحات كتاب القلق
وها نحن لا نحن
ميت وحي
وحي وميت
“بكى صاحبي” على سطح غربته مستغيثا
“بكى صاحبي” وبكى وبكيت على سطح بيت
ألا ليت… ليت
ويا ليت… ليت
ولدنا ومتنا على ورق السنديان
“سميح القاسم – يرثي صديقه درويش”
من جدارية درويش
رأيت رفاقي الثلاثة ينتحبون
وهم يخيطون لي كفنا
بخيوط الذهب
رأيت المعري يطرد نقاده
من قصيدته
لست أعمى لأبصر ما تبصرون
فـإن البصيرة نور يؤدي
إلى عدم أو جنون
رأيت بلادا تعانقني
بأيد صباحيه: كن
جديرا برائحة الخبز
كن لائقا بزهور الصيف
فما زال تنور أمك مشتعلا والتحية ساخنة كالرغيف.