سيكتبها معي ابطال السبعين يوما

عبد الرحمن بجاش

 - 
لم أجد في حياتي العملية في الصحافة منذ عشقت أناملي الكتابة شخصا ينوب عن الدولة في الوفاء والتكريم وفي تذكير الناس بالوطنيين المنسيين مثل الصحافي وال
عبد الرحمن بجاش –

لم أجد في حياتي العملية في الصحافة منذ عشقت أناملي الكتابة شخصا ينوب عن الدولة في الوفاء والتكريم وفي تذكير الناس بالوطنيين المنسيين مثل الصحافي والكاتب الكبير المعروف الأستاذ عبد الرحمن بجاش.
لقد لمست شغاف قلبي أيها الزميل الوفي بخاطرتك المعبرة (“الثورة” عدد الثلاثاء 26 نوفمبر 2013م.) التي سطرها قلمك المنصف الذي يستمر ابداعا ويزداد توهجا وبهاء منذ أيام الزمن الجميل.
“استفزازك” لي أقبله راضيا على العين والرأس! فقد حمل في طياته عتاب الأخ المحب لأخيه الذي شهد حقبة من التاريخ..حرب حصار صنعاء المجيدة.. ولكنه تأخر في تسجيل أحداثها! .. نعم أعترف بأني لم أنشر بعد مذكراتي وان كنت قد تحدثت من قبل مرارا الى عدد من الزملاء الصحافيين في عديد من المقابلات كان آخرها مقابلة أجراها معي الصحافي اللامع في صحيفة الثورة صادق هزبر (يمكن قراءة النص على محرك البحث جوجل).
زميلي الأستاذ عبد الرحمن .. ان قلمك صادق وهو من الأقلام النابضة بالحياة والتي تذكر بعبق ذلك الزمن الذي عده العمر رقما في قائمة السنين لكن ذكرياته ظلت حية موغلة في الوجدان .. زمن الوطنية الحقة والتضحيات للوطن بلا مقابل.
حرب السبعين ظلمت وعانت من الاهمال المتعمد فبعد أن تحقق النصر وتم فك الحصار عن صنعاء في أوائل فبراير 1968 م. بدأت حرب خفية أخرى في الغرف المغلقة –مع الأسف – ضد من قاتلوا في السبعين وتحت رداء سبتمبر مورس نوع من السلوك الناتج عن الغيرة والأنانية.
كلماتك يا عبد الرحمن نكأت جرحا يعيد الى الذاكرة التساؤل المتكرر حول مفهوم “الثوار” بعد أن تطيح ثورة بنظام سابق¿! نحن شباب المقاومة الشعبية الذين التحقنا بالثورة في أيامها الأولى لم نكن نعرف أمامنا من القادة غير المشير السلال وجزيلان وعلي عبد المغني ومحمد قايد سيف ورفاقهم من شهداء الثورة الذين فضلوا الموت في الجبهات على البقاء في صنعاء. وبعد أن رحل هؤلاء الأبرار لا يجوز لنا اليوم أن نختزل ثورة سبتمبر في أشخاص معدودين مفروضين في الصورة.
إن حرب السبعين ما جاءت بعد خمس سنوات من الثورة الا لتجدد روحها وتضع الخاتمة للتخاذل والتفريط في الأهداف التي وضعها القادة الحقيقيون السبعون كالشمس لا يمكن إطفاؤها وان حجبتها السحب العابرة! ومن أفضل القيم التي غرستها السبعون فينا أن الكل للوطن وأن الوطن للكل وانطلاقا من هذه القيمة النبيلة فاني أؤمن بالعمل الجماعي ولست ممن هم على عجلة من أمرهم يتسابقون في مضمار سبتمبر لاستعراض البطولات الفردية وانكار أدوار الآخرين وهؤلاء لم يلامسوا الحقيقة للاسف الشديد وراحوا يتحدثون عن ادوار شخصيه وهميه !
إن مذكراتي أخي الكريم ليست ملكا لي ولن أكتبها وحدي بل سيكتبها معي المنسيون من أبطال الحرب التي شكلت أهم حلقات الدفاع عن الثورة اليمنية ورسخت أسس النظام الجمهوري .. السبعين يوما ومن حق الأجيال التي جاءت بعد ملحمة السبعين الخالدة أن تعلم الحقيقة الغائبة التي يحاول نفر ممن لا ادوار حقيقية لهم – كمتحدثين عن 26 سبتمبر- إخفاءها !!.. ان الزمن يعلمنا أنه لا يمكن خداع كل الناس كل الوقت لأن الحقيقة الغائبة اذا ظهرت .. عندها تسقط حتما ورقة التوت !

نعمان محمد المسعودي
3ديسمبر 2013 م.

قد يعجبك ايضا