بين توكل ونورا
عمر كويران
¶ أن تكون لا شيء تنتهي بلا شيء .. وأي محاولة للوجود من غير تواجد تتوه من دون دراية .. واختنا العزيزة (نورا الجروي) ساقت معطياتها بغير عطاء يمكن يستفاد منه .. فسلك بها الاتجاه إلى غير محله حين خاضت غمار التجربة ومطرح تجربتها لا محط لها بالأساس في مربط أي حدث يمكن التحدث عنه.
ونعرف الأخت (نورا) في موضع الزمالة في العمل بوزارة الشباب والرياضة كوكيل مساعد لشؤون المرأة وعلى مدى الفترة الطويلة من حضورنا بهذا الخط .. تسوقنا الأيام لمعرفة أكثر .. فهي امرأة مواصفاتها التي عرفناها (هادئة.. مستكينة للمهمة .. لا تحمل من المهام ما لا طاقة لها به في أي مسقى خارج فصل خطاها) .. وعلى الكثير إن لم يكن الجميع استغرب واستعجب أن تتولى نورا بحجم المعنى والمفهوم مقعد المنسق لمسار غير مواكب لما عرف عنها في صلب العمل .. ومن حقها ذلك في طي الوصول لغاية تراها بحجم الموقع الذي يجمع عليه الجميع في سدة النظر إلى العلا لمضجع المقام .. وهذا يتطلب بالتأكيد جرأة واقتدارا وتعاملا يسبق كل ذلك لتعريف المجتمع بالمكانة لتتمكن من الوصول بسهولة ويسر سواء عبر هذا الجسر أو عبر النفق.. بما يدعمها بلسان أعلى نسبة من الناس .. وهنا تجسد الموضع بما هو على شاكلة ما حصل لمسار ما شهده العامة خلال مسيرة دعوتها لأولى التجارب .. وهنا ربما اعتقدت الأخت نورا أنه بالإمكان لفت انتباه العالم إليها لتحصل على ما حصلت عليه الأخت توكل كرمان بأعلى مرتبة بوصولها لجائزة نوبل للسلام .. فيما الفرق .. مشدود بخطوط مختلفة القوة .. فالأخت توكل بسطح التعليم مستواه مرتفع وبمكانة الجذور من أسرة لها علاقة قوية بالمحيط التخصص لمقومات الدولة .. ومسار الداعمين في مرسم العطاء كبير منحها المضى لمكمل ما هي بحاجة إليه على مخطط التوجه.
هذه المفارقة لا أقصد بها التقليل من مرتع النشاط للأخت نورا لكن مربط التفاعل يجب أن نتعاطاه بصورة واضحة تجعل من محصل الرسالة ما يفيد الجميع على اعتبار أن المرأة بكيان معقلها صاحبة حق للسباق في ساحة عموم المعطيات الملبية لمكسب النمو والرقي والازدهار للأوطان ومن حقها المجابهة والمخاطبة وفرض الرأي بأحق رؤية تكتسبها كل المحاور والاتجاهات.
من أجل ذلك ينبغي على كل امرأة توثيق مواصفات مصنفها بما يحق لها تقديم ما لديها بثقة عالية تتحكم هي في مسرى مكوناتها .. ونحترم كثيرا الأخت العزيزة نورا الجروي كزميلة عمل وكامرأة لها طموحاتها لبناء جدار مقوماته التفاعل مع الأحداث في معمد التواصل المستمر المتوافق مع طبيعة المطلوب اعتماده في ملف الوثوق به أمام الأمة .. فالشيء الملموس يلتمسه كل من أحس أن معطياته قابلة من غير تبعية أو إثارة تدفع إلى المؤخرة ثم الوقوع في النهاية من دون فائدة .. والاعتذار في حال ما اعتبرت هذه السطور ليست مواتية للقبول والرضا مع تقديري لنورا واحترامي لها.