مجتمع جديد يتشكل في مدينة النور
د. ياسين عبدالعليم القباطي
قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب على المرض وأنتصر عليه و ما زال يعمل في برنامج مكافحة الجذام هو الحاج أحمد عزيز أبو حسن من بيت أبوحسن عزلة الكينعية آنس.
مدينة النور مأوى المصابين بالجذام لا أطباء ولا ممرضين ولا صيادلة لدينا في قسم الجذام القسم يحوي 80 سريرا ( 40 للنساء و40 للرجال ) يزدحم القسم بالمرضى القادمين من جميع أنحاء وطن قسم سياسيا إلى جنوبي وشمالي غير أنه في مدينة النور لا تقسيم ولا تفرقة بين اليمنيين العولقي من شبوة يدير قسم الجذام مشتركا مع الأنسي من ذمار عمتي فاطمة من يافع يصارعها التفاعل المرضي الجذامي كلما وصلت إليها أخبار زوجها المهاجر في بلاد السعودي حينما يعود إلى بيت ضرتها في لبعوس بيافع ولا يزرها في تعز تنتكس عمتي فاطمة اليافعية وتصاب بالحمى وتملأ الدمامل جسدها لا تنام الليل من الحمى والألم ولا تشفى حتى يصلها النبأ من يافع بأن زوجها قد سافر عائدا الى بلاد السعودي حتى إن لم يزرها تشفى من التفاعل الجذامي المهم أن لا يبقى زوجها بعيدا عنها مع ضرتها في يافع. الجذام يظل كامنا في أجسادنا ويتهيج عندما يسوء الغذاء أويضعف الجسد أو تتدهور الحالة النفسية. علي صالح من الشغادرة في حجة طرد من سوق الأمان ومن قريته لأنه ركب حمار لا يملكه في السوق وعليه بضاعة تاجر وعندما عرفوا إنه مصاب بالجذام ضرب وطرد من قريته ومن السوق إلى مدينة النور وتخلى صاحب الحمار عن حماره وعن بضاعته خوفا من الجذام الذي تركه علي على الحمار. المرضى يقدمون إلى قسم الجذام في تعز من كل ناحية من اليمن شماله وجنوبه لا يعرفون لليمن تقسيم ولا تفرقة الذين شفيوا من الجذام وقادرين على كسب عيشهم أخرجوا من القسم ليحل محلهم مرضى جدد أتوا من قرى طردوا منها بسبب الجذام ويبقون في مدينة النور لا يفارقونها بنوا أكواخ حول المستشفى وتزوج الرجال المطرودين من قراهم نساء مطرودات من قراهن وأنبثق مجتمع جديد بدأ يتشكل في الستينيات ويستمر تشكيله في السبعينيات أطفال ولدوا وسيلدون هنا في هذه المستعمرة المعزولة في أطراف مدينة تعز. يتغير الأطباء الذين يزورون القسم بين سويديين وروسيين ومصريين طبيب يمني جديد من يافع هو الدكتور علي العرجي يزورنا بدلا من الأطباء الأجانب الذين لم يعودوا يحضرون العرجي يزورنا مرة في الأسبوع ويناظر المرضى بعجل في العيادة الخارجية المزدحمة تساعده الراهبات.
القسم هو مستشفانا وليس له من صفات المستشفى الا الأسرة والغذاء وأدوية الجذام التي كان يوزعها العولقي والأن توزعها الراهبات القسم مزدحم بالمرضى تتلاصق فيه الأسرة والمصابين بالجذام يزدحمون فيه ويزيدون كل ما أنتشرت المعرفة عن وجود علاج للجذام في تعز لا ملجأ آخر للمصابين بالجذام من كل أنحاء اليمن يأتون إلى مدينة النور يفرون من أكواخهم في جبال عزلوا فيها بعيدا عن بيوتهم إلى تعز الى هذا القسم المزدحم في رمضان زارنا الحاج هائل سعيد تاجر مشهور في تعز يوزع الزكاة أقنعته الراهبة كريستين أن يتطوع ببناء قسم جديد بجانب القسم القديم المبني من الحجر والطين منذ 15 سنة وسيتسع القسم الجديد لأربعين سريرا آخر.
قريبا في شهر مارس 1976م سيحل علينا موسم التشجير قرر الحمدي أن تزرع في اليمن عشرة ملايين شجرة حدائق عامة واسعة تتأسس في صنعاء والحديدة وذمار وإب وتعز جبال جرداء تغرس فيها الأشجار تحولها الى غابات المصابون بالجذام الذين لم يفقدوا أصابعهم ولا تبدو عليهم أثار المرض يخرجون يساهمون في موسم التشجير هو فرصة لنا للخروج من عزلتنا والإختلاط مع المجتمع في موسم التشجير مهرجان سنوي بدأه الحمدي عام 1975. أخي عبدالولي ذهب بعيدا مع المجاميع فوق سيارات الجيش الى المخا لغرس خمسة الاف شجرة هناك وزار أهلنا من أنس في معسكرات هناك ولم يعد الا بعد أسبوع , في صنعا أسست حدائق في فج عطان ومنتزة عصر وحديقة 13 يونيو أمام وزارة الداخلية طريق المطار الحمدي مواطن يمني يرأس اليمن يديرالسلطة فيها وكأنه أحد عمال البناء طرق تشق مصانع تبنى مؤسسات تنشأ وموسم التشجير نشاط محموم يشترك فيه كل أبناء اليمن في مارس من كل عام الحمدي عسكري تحول الى فنان يرسم لوحة اليمن الجديدة ريشته ترسم بالأخضر مداخل المدن والهضاب الجرداء المهجورة تتحول الى اللون الأخضر.
في تعز فرحنا كثيرا بإفتتاح مستشفى الثورة الذي بنته الصين وفي مدينة النور نعمل بجد ونشاط كخلية نحل نبني قسم الجذام الجديد بتمويل من الحاج هائل ونقبض أجرا ريال جمهوري أخضر نهاية كل يوم. الريال اليمني صار ورقي بعد قيام الثورة أستبدل الريال الملكي العمادي والأحمدي الذي كان يصب من فضة