الدولة المدنية… وسباق التسلح!!

علاو علي الهمزة

 - يتبادر إلى الأذهان اليوم خاصة واليمن تقف على عتبات من التاريخ المشرق الجديد وبعد الإعداد لقواعد ومداميك الدولة المدنية الحديثة.. ومن قبل كثير من عامة الش
يتبادر إلى الأذهان اليوم خاصة واليمن تقف على عتبات من التاريخ المشرق الجديد وبعد الإعداد لقواعد ومداميك الدولة المدنية الحديثة.. ومن قبل كثير من عامة الشعب اليمني بمختلف اتجاهاتهم وثقافاتهم بل ويؤرقهم بقاء مجاميع من الأفراد أو العصابات يتمترسون خلف تلك الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة التي نهبت إن صح التعبير على كثير من الوحدات العسكرية المرابطة في مواقعها المختلفة في أبين وصعدة والجوف وعمران¿¿!!
والتي استخدمت وحتى يومنا هذا في أحداث التدمير والقضاء على الأخضر واليابس وقطع الطرقات وترويع الآمنين بل وتشريدهم من منازلهم من خلال تلك المواجهات أو المناورات أو الاستعراضات التي استخدمت كل أنواع الأسلحة وحشد لها العتاد والعدة وعززت الجبهات لكل طرف على آخر .. ولكن¿! من ¿ وعلى من¿ ومن المستفيد¿!
تساؤلات حيرت الكثير من أبناء الشعب اليمني السياسيين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني وحتى العلماء الأفاضل.. احتاروا في الأمر فالبعض أجاز تلك الحرب الجهادية..!! والبعض استحسنها..! وقلة من حرم إراقة دماء اليمنيين المسلمين الآمنين.
وعند العودة مليا إلى ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين سنلاحظ وجود مثل هذه الأعمال والتصرفات التي كانت الإمامة تنتهجها وأيضا السياسة الاستعمارية البريطانية وتحت تلك الثقافات البائدة (ما تكسر الحجر إلا أختها) استخدمت تلك الأساليب من قبل تلك الأنظمة في الشمال والجنوب حيث جندت ومولت قبائل على أخرى وخاصة متى وجدت تلك الأنظمة أن بعض القبائل قوت شوكتها وتحسن حالها وضعف ولاؤها..! ما يوجب محاسبتها وتأديبها..! ولكن هل نحن اليوم بحاجة لهكذا أعمال¿! وهكذا سياسات¿!.
اليوم وبفضل الله يمتلك وطننا من القوات البشرية والمادية والقيادات والأكاديميات المتخصصة ما يمنع مثل هكذا أعمال.. بل وبمقدور جهازي الدفاع والأمن اليوم الاستحواذ على كل تلك الآليات والمعدات والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث باستقرار اليمن وبمنجزاته وحماية أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين التي من أجلها سالت سيول من الدماء الطاهرة الزكية والتي يسعى البعض من تجار الحروب للمتاجرة والارتزاق من خلالها .. مستغلين جهل وأمية السواد الأعظم من شعبنا اليمني بتاريخ ثورتيه ومراحلها وتطورها وحتى يومنا هذا.
إن استمرار العبث من قبل هذه العصابات في أمن واستقرار الوطن وسلامة أراضيه ما يحتم على القيادة السياسية التصرف العاجل والسريع من خلال مؤسساته القانونية والدستورية (الدفاع والأمن) خاصة وقد وصل الحال ببعض منتسبيها للأمراض النفسية والعصبية جراء ما أصابهم من يأس وإحباط.. وأكثر من ذلك فقد أصبحوا في متناول تلك الشراذم التي لا دين لها ولا أخلاق.
ويؤسفنا القول هنا بأن مصدر القرار تأخر كثيرا في حسم مثل تلك الممارسات التي لم تكتف عند حد بل وصل الحال بها إلى تدمير كل ما من شأنه القضاء على حياة الناس وأرزاقهم ومحاولة إجهاض كل المشاريع التنموية والحيوية من خلال تفجير وتدمير أنابيب النفط والغاز والكهرباء والتي تعتبر الشريان الحيوي لإدارة عجلة التنمية والاستثمار بمختلف المجالات السياحية والصناعية وغيرها.
وعندما يتفكر أي عاقل إلى ما يحدث من كولسة لكثير من الأحداث وتجييرها اليوم بالتأكيد سيجد أنها مرتبطة ببعضها البعض ماضيها وحاضرها فأبطال تلك الدراما يتبادلون الأدوار بين ممثلين ومخرجين ومؤلفين والمسرح يتمثل في جميع أرض الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه أما ما يتعلق بالخلفية الجرافيكيسة فتتمثل بصور مشتعلة لأنابيب النفط ومستشفى العرضي وأبراج الكهرباء المحطمة وبجانبها الشيخ (س) أو (ص) وهو يجري مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الفضائية اليمنية وهو يملي شروطه على الدولة لكي يسمح للفرق الفنية البدء بإصلاح ما دمرته يداه..!!
وما سيؤول عليه الحال في الفترة القادمة لوضعه الجديد مع بقية عصابته في مؤسسات الدولة اليمنية الحديثة التشريعية والقضائية والتنفيذية…. وإلا…!!! فأين هؤلاء من قوله تعالى (إنما جزاء من يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) صدق الله العظيم.
ولا ننسى في هذه الأيام المباركة أن نهنئ كافة أبناء شعب اليمن بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم هادي البشرية من الظلمات إلى النور محطة للذكر والتزود.. ما أحوجنا جميعا إليها لأخذ العبر والعضات من سيرة أفضل خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه إلى يوم الدين.

قد يعجبك ايضا