مكالف.. من الصورة والذاكرة

محمد المساح


 - المكلف تلك التي تطل من النافذة عند الضحى وهي غافلة تنشر ثياب طفلها على حبل قصير مربوط بعرض النافذة تكون نسيت أن تعيد اللثام على منتصف الوجه وبخطفة من ثانية من الزمن وبلمحة

المكلف تلك التي تطل من النافذة عند الضحى وهي غافلة تنشر ثياب طفلها على حبل قصير مربوط بعرض النافذة تكون نسيت أن تعيد اللثام على منتصف الوجه وبخطفة من ثانية من الزمن وبلمحة من البصر في تلك الخطفة واللمحة يستبين وجهها الأبيض وتكون هي ما بين الخطفة واللمحة قد أعادت اللثمة إلى منتصف أرنبة الأنف وتراجعت نحو الداخل.
المكلف تلك التي خرجت من دغل الأتون في شاشة التليفزيون وتتشكل في صور متعددة شعر يطرح في الريح وبداية الأغنية
if I was ariver يا ليتني كنت نهرا وهو عابر أمام الشاشة وصوتها يربش الحنين الخامد في الأعمق وترتبش بالتالي الحواس والأحلام لم تعد تسكن الجوف.
والعمر قد التف حبله على العجلة الخشبية الدوارة التي لم تعد تدور فوق فوهة بير قد .. مياهها.. ولم يبق غير نتف من الحبل تتفالت مع الريح حين يمر وفي آخر الأغنية قفزت المكلف وبصورة بطيئة في النهر انتهت الأغنية بتدرج تلاشت خفتت وظل وجع الحنين يربش الحواس.
المكلف تلك التي بزغت من مدفن الذاكرة وقالت له راعي لي في طرف المخلف بيزما أدخل الحول أقصف جهيش لي ولك وظل يراعي طرف المخلف زلج العمر وهو يراعي لم تعد المكلف ولم يأت الجهيش.

قد يعجبك ايضا