عيد وطني جديد
حسين محمد ناصر
بين تاريخ 22 مايو 1990م و11 فبراير 2011م سيكون هناك اليوم التاريخي الجديد الذي سيتم فيه هذا الأسبوع إعلان اختتام مؤتمر الحوار الوطني.
هذا اليوم الجديد سيشكل حدثه نصرا جديدا للوطن ومواطنيه فهو اليوم الذي سيؤسس لليمن تاريخا جديدا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى إذا ما تحققت فعلا كل الأسس والمخارج النظرية للمؤتمر واقتنع الجميع دونما استثناء بأهميتها في بناء دولة جديدة تحتكم للنظام والقانون والمواطنة المتساوية والعدل والمساواة وتجتث كل روابط الماضي التي حالت دون بناء الدولة المنتظرة منذ اندلاع ثورة 26 سبتمبر حتى اليوم مع مراعاة أن هناك مشروع بناء دولة كاد ينجح فعلا أو نجح نسبيا في تأسيس أعمدة هذه الدولة بعد استقلال الجنوب عام 1967م وحتى عام 1990م.
قلت سيصبح بل ينبغي أن يصبح يوم إعلان نجاح مؤتمر الحوار عيدا وطنيا للبلاد باعتباره اليوم الذي توافق على دلالته وحدثه الوطني كل أطراف العمل السياسي والمدني والجماهيري في البلاد التي شاركت في أعمال المؤتمر وأسهمت بهذا القدر أو ذاك في الوصول بنقاشاته ومحاوراته إلى هذه المخرجات والوثائق التي بين أيدينا اليوم وهي مخرجات لم تعد قابلة للحوار والأخذ والرد بعد هذا اليوم التاريخي المتوقع أن يتم خلال هذا الأسبوع وستكون ملزمة التنفيذ بقوة المرجعيات والدول الضامنة لها وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
لقد أنجز الجميع مخرجات الحوار وأسهم كل حزب ومنظمة بدلوه فيها فأضحت خطة مارشال تفرض على الجميع في الوطن العمل بهدف إنجاحها وتحويلها إلى أرض الواقع دون تحفظ أو ابتزاز سياسي فاليمن اليوم لم تعد قادرة على تحمل القليل وليس الكثير من الاحتقانات والصراع السياسي والانفلات الأمني والتدهور في الأوضاع الاقتصادية وتنتظر من أبنائها بمختلف انتماءاتهم ومسميات أشكال العمل المنخرطين به تشمير السواعد وبذل أقصى الجهود للخروج بها من نفق طال الوقوف في ظلماته وحان الانطلاق نحو آفاق المستقبل الجديد الذي يصون سيادة وعزة وكرامة اليمن ويحمي حقوق ومكانة وحرية المواطن.
مبارك للشعب هذا النجاح الكبير ومبارك للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي هذا التفرد والريادة في قيادة النجاح الهام ومعه كل رؤساء الأحزاب والمنظمات الذين وضعوا المصلحة العليا فوق كل مصالحهم الذاتية والحزبية وسموا فوق الجروح والمصاعب ليرسموا لوحة جديدة تبدأ من تاريخ العيد الوطني الجديد المقترح يوم التوقيع على مخرجات الحوار بشكل عام وإعلان نجاحه.
التاريخ/اليوم/العيد الذي صنع فجره الجميع وينبغي أن يحميه ويحافظ عليه الجميع أيضا.. لأنه يوم بناء الدولة الاتحادية التي ارتضاها اليمن الجديد بدلا من دولة 22 مايو 90م التي أكدت الأحداث والوقائع فشلها.. وأضحت في ذاكرة التاريخ.