(للعصافير صوت تغنيك)
محمد القزحي
(1)
كل شيء يذبل . قديما
لم يكن لكö هذا المظهر
في الوقت الذى لم يعد
للعصافير صوت تغنيكö
تنامين في أحداث عابرة
لأحجية الغياب
وتستيقظين في الصباح نفسه
الذي مر عليك بالأمس
تشعرين بما لا ترين
وتقولين ما تشعرين بي
وأنا أتذكر جيدا
أن مازالت في يدي
طالما واللمبة مطفأة ,,
(2)
ليس من الضروري البحث عنكö
في صفوف المدافن
او في الساحات الصغيرة
ذات الفناء البارد
فقد اتخذت منذ وقت ليس بعيدا
منحى اخر في علاقتي معك
ذلك أني تلمست فيك خطاي
ورأيت فيك الذي لا تراه العيون
لاتهمني الحياة
ان كانت مكتظة بالوجود
أو كانت الشمس تشرق بالأمس
أنت الضوء الوحيد الذي أعرفه
تخطفين الانفاس
من رحم الولادة الى رحم السماء
ومن السماء
تهطلين الى الارض
(3)
لا أستطيع أن أجد تفسيرا مقنعا
لتلك الأشكال المرسومة على وجهكö
خاصة بعد ان أحياك الموت
وصرت كثيرة السفر
والعيش في بعيد قصر الفراغ
هناك القبس المجهول سره
يحتضن المعجزات
ويهديك الضوء اللازم
لكتابتك
بمداد ذاكرة الوهم
(4)
تلك التي أخرجتني من النخاع
إلى ساحة واسعة الظلمة
حينما رأت صديقاتها
يتقاسمنني
كما تتقاسم العجائز علكة رخيصة
أدركت ذلك الشبه
بيني وبين حبات اللؤلؤ
(5)
حين تأتي لحظة الدفء,
يتكئ أبي الميت على قصب الناي ,
وأنا أقطر بالطل وأبدأ رحلة العزف
(6)
البرد يطال كل شيء
الشارع
الحديقة
المنزل
الغرف
الملايات
الثقوب
الاحلام
التجاعيد
البرد يخيم حتى في الاحذية
الاوراق
الصناديق
القبعات
الكتب
الصور
الرسائل
البرد يحيط بي
لا دفء لي في هذا العالم
سوى حضنها.