حاملة الجرة
محمد المساح
محمد المساح –
إلى أين تمضي بك الطريق يا صاحبتي¿ طرحت عليها السؤال وكنت أعرف أنها ستحتار كيف تجيب على السؤال كعادتها منذ ذاك الزمن أنها تتأنى في إعطاء الجواب أو لا تجيب أصلا وفي تلك اللحظة والحيرة بادية على وجهها امتد الصمت بيننا جبلا شاهدت وجهها المتعب وقد تغضن وقتها وبدا لي أنها
سبقت العمر وتجاوزت الزمن.
والصمت يحضر أساه في القلب مرت على الذهن صور من الزمن البعيد حين تقف على الدرب تسقي العابرين من فم الجرة الماء وحين « السآبة » كانت هذه « ضاحة » يفاجئهم الغروب تضيء لهم المسالك حتى لا يفلت أحدهم في شرف حركت زمن الصمت حين وضعت الجرة جانبا واختلست حجرة ومن العيون كانت تنساب دموع صامتة وتأوهت في داخلي لعاديات الزمن وتبدل الحال والأحوال حين كان الماء الزلال يتساقط من فم الجرة ليبرد حلق العطشان ويسقي عابر السبيل.
وبدلا من تحريك الصمت تبادلنا نظرات ذهبت في طريقها المعتاد وذهبت في طريق كنت أتلفت خلفي وهيئتها الجليلة وهي تسير أنها قد أجابت على السؤال.