طريق الكتب

كان الكاتب الفرنسي فيليب لو غويو المولود عام 1959 في الثالثة عشرة من عمره سنة 1972. . وذات يوم فيها أنشأ مجلة “تيليغرام” التي تستعرض برامج التلفزيون الفرنسي خلال أسبوع. وفاجأه خبر مفاده أن الكاتب والروائي والأديب المسرحي المعروف هنري دو مونترلان أطلق رصاصة على رأسه أردته قليلا بعد أن كان قد طلب من “سكرتيرته” أن لا تدخل غرفة مكتبه فورا إذا سمعت ضجة وأن تنتظر حتى يعم السكون.
لم يكن ذلك الطفل كما يقول اليوم يعرف أي شيء عن مونترلان الكاتب والمؤلف المسرحي وعضو الأكاديمية الفرنسية أي شيء. بل لم يكن قد سمع باسمه. واكتشف طالب الثانوية في تلك المناسبة أنه يوجد في العالم كتاب مسرحيون آخرون غير موليير صاحب “البخيل” و” المريض بالوهم ” اللتين كان قد قرأهما في إطار برنامجه المدرسي .
لكن تولدت لديه في الوقت نفسه رغبة كبيرة في البحث عن الأسباب التي تدفع كاتب كبير إلى وضع حد لحياته. وعرف أن البشر ينتحرون في باريس كما في : بروتانيا منطقته ولأسباب عديدة من بينها: أن يدرك الكاتب المبدع أنه لم يعد لديه ما يقدمه من إبداع . فيضع حدا لحياته . وهكذا بدأت مغامرة ولوج عالم الأدب والفكر وكان ذلك دليله إلى ” طريق الكتب” عنوان كتابه الأخير.
ومن الذكريات التي تتردد كثيرا على مخيلة فيليب لو غويو تلك التي تعود الى سنوات شبابه . ذلك بينما كان يشاهد التلفزيون عندما أعلن المذيع اسمي الفائزين في : “الغونكور” و”رينودو”. إذ فاز إيميل اجار: الاسم السري للكاتب رومان ” غراي” بالجائزة الأولى ـ هو الكاتب الوحيد في تاريخ جائزة الغونكور الذي فاز بها مرتين مرة باسمه الحقيقي ومرة ثانية باسمه المستعار.
وفاز بجائزة رونودو الكاتب باتريك غرانفيل الذي كان مؤلف هذا الكتاب قد قرأ أحد أعماله. فأرسل اليه رسالة تهنئة. وتتالت الرسائل بينهما وصولا إلى صداقة حقيقية. وهكذا ساعد الأستاذ التلميذ في تطوير مشروع الكاتب الذي كان يتخمر في أعماقه. وكان غرانفيل الروائي المعروف هو الذي سلم مخطوط الرواية الأولى التي كتبها “تلميذه” الى دار نشر “ميركور دو فرانس” التي بادرت الى نشرها.
ويورد المؤلف هنا أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا السياق مثل: كيف يختار الإنسان مجال الأدب¿ كيف يجري تبني النماذج ” الموديلات” المفضلة من الكتاب والمبدعين بالنسبة لـ “مشاريع” الكتاب الجدد¿
ولماذا اختيار مشرب معين من الكتابة وليس غيره¿ وفي الإجابة على هذه الأسئلة نجده يلقى أضواء عديدة على “الطرق المختلفة ” التي تقود إلى الكتابة وعالم الإبداع . وهو يتحدث بكثير من الصراحة عن مساره المهني وعن مصادر إلهامه وعن الكتب والقراءات التي كان لها تأثيرها في توجيهه نحو الطريق الملكي للكتابة والكتب.
ويبين المؤلف أن السؤال الأول الكبير الذي طرح نفسه دائما : ” هل سأصبح كاتبا أو لن أستطيع أن أكون كاتبا¿

المؤلف في سطور
فيليب لو غويو. كاتب فرنسي. سبق له أن قدم أكثر من أربعين كتابا في مجالات الرواية والدراسات والنقد الأدبي. يسهم في الكتابة ضمن العديد من الصحف والدوريات الأدبية المتخصصة. نال عام 1990 “جائزة المتوسط” للرواية. وحصل في عام 1997 على “جائزة الميديسيز”. من مؤلفاته : أسماء الرسام السبعة وجبة غداء على ضفاف نهر لوار جسر الملائكة”.
الكتاب: طريق الكتب – تأليف: فيليب لو غويو- الناشر: ميركور دو فرانس- باريس- 2013 – الصفحات: 144 صفحة – القطع: المتوسط

قد يعجبك ايضا