المقالح: الرواية من الأعمال القليلة الصادرة في بلادنا التي تقدم المبدع اليمني للعالم
خليل المعلمي

بحضور الدكتور عبدالله عوبل وزير الثقافة نظم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بصنعاء أمس حفل توقيع رواية “ظلال الجفر” للكاتب والروائي وليد دماج بمشاركة عدد من الكتاب والأدباء.
وفي الاحتفالية وصف الدكتور عبدالعزيز المقالح شاعر اليمن الكبير رواية “ظلال الجفر” أنها عمل روائي مدهش ومن الأعمال القليلة الصادرة في بلادنا التي تقدم المبدعين اليمنيين للعالم.
وأضاف: إن الشاعر والروائي وليد دماج قد أحسن صنعا عندما انتقل إلى كتابة الرواية بعد أن كتب الشعر وذلك لأن الرواية هي ديوان المستقبل وصوت الحياة الاجتماعية المعاصرة وإن التعاون بينها وبين الشعر سيظل وثيقا في رسم الواقع والتحريض على التغيير لاسيما في البلدان التي تعاني من التخلف والقمع والحرمان من أبسط حقوق الحياة.
وأشار الدكتور المقالح إلى أهمية أن يتجه المبدعون الشبان إلى الأشكال الحديثة في الإبداع والتي تخاطب الناس مباشرة عبر التلفاز والإذاعة بعد تحويلها إلى مسلسلات أو أفلام.
وقال: وفي رواية ظلال الجفر الكثير مما يمكن تحويله إلى التلفاز وإلى الإذاعة فقد أحاطت بالكثير من المواقف والمشاهد الجديرة بأن تكون في متناول أكبر عدد من المواطنين الذين لا يعرفون سوى أقل القليل عن وطنهم العربي والأقطار الإسلامية التي طافت بها الرواية وتنقلت في ربوعها بحثا عن كتاب الجفر تلك الأسطورة التي تمحورت الرواية حولها وقدمت عنها بانوراما بالغة الدهشة والرهافة.
ونوه المقالح إلى بأنه يعكف حاليا على إعداد دراسة قد تكون مطولة بعض الشيء عن هذه الرواية تحت عنوان “الشعرية في رواية وليد دماج ظلال الجفر” قائلا: إن الشعرية التي أعنيها ليست الشاعرية أو اللغة الشعرية وإنما هي شيء آخر اهتمت به الدراسات النقدية الحديثة تلك التي تهتم بشعرية الموقف والبناء وبأدبية الأعمال السردية وفي مقدمتها الرواية الحديثة التي انتقلت من مناخ الحكاية والسرد التاريخي وتصوير الواقع بفتوغرافية واقعية صارخة إلى عمل أدبي ابداعي يندرج في إطار الفنون الأدبية الجمالية والرمزية.
وفي كلمة ترحيبية ألقاها الشاعر جميل مفرح نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بصنعاء أوضح فيها أهمية الاحتفاء بهذا العمل الإبداعي المتميز وهي رواية “ظلال الجفر” الفائزة بجائزة دبي الثقافية في الإبداع العام 2010-2011م.. مؤكدا إلى أن اتحاد الأدباء فرع صنعاء يسعى لإحياء العديد من الفعاليات الثقافية المتميزة خلال الفترة القادمة لما لذلك من أهمية في تنشيط الفعل الثقافي في بلادنا.
وفي الاحتفالية تحدث كل من الكاتبة إلهام الوجيه والشاعر الناقد عبدالرقيب الوصابي عن الرواية والتقنيات الحديثة التي اشتغل عليها المؤلف..
ووصفا الرواية بأنها رواية العمق والحوار الداخلي بامتياز وتختلف كثيرا عن الروايات اليمنية وتمتلئ بالتساؤلات فقد أراد المؤلف أن يجوب في رحلة روحية إلى أربعة مسارات مختلفة وهي الروح والجسد والنفس والعمر.. مشيرين إلى أن المؤلف حاول أن يبتكر في الرواية شكلا جديدا عبر توظيفه بالتقنيات الحديثة وهي التخييل التاريخي والجفر وما يدور حوله من أساطير وقصص.
وأضافا أن الرواية تعتبر أول رواية تبحر في أغوار النفس الإنسانية وأعماقها ولأن النص ثري جدا فقد قدم المؤلف قراءة نفسية وجسدية وأنها رواية طويلة متسلسلة الأحداث يؤدي كل حدث إلى الآخر مع دوام الحركة وتصاعد الأحداث التي تكشف عن الحياة والناس وتجعلهم قادرين على مجابهة الحياة وأحداثها كما أن الرواية تشتغل في مجاهيل علم النفس لم يتطرق إليها أي روائي يمني.. منوهين إلى أن لغة الرواية أنيقة مشرقة قادرة على الإيضاح والتعبير وتؤدي وظيفة رمزية تتطلب البحث عن شيء ما.
وتحدث الروائي وليد دماج عن معاناته أثناء كتابته للرواية خلال عامين كاملين.. موضحا إلى أنه وبعد كتابته الشعر لفترة طويلة إلا أنه قد وجد نفسه في الرواية لأنها عالم فسيح واسع يجعل من الكاتب يسمو ويصل إلى أعلى مراتب السمو الإنساني وخلق عالم كامل يصل إلى سبر أغوار النفس الإنسانية.
حضر الفعالية الشاعرة هدى أبلان نائب وزير الثقافة والدكتور مجاهد اليتيم وكيل الوزارة للمدن التاريخية والاثار والأديب عبدالباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب وعدد من الأدباء والكتاب والنقاد.
حامد فؤاد