انطباعات من مؤتمر توثيق معلومات البشرية

■ هشام ورو

المدينة المنورة هكذا كان العنوان البارز لمؤتمر الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الرابع والعشرين منذ إعلان مقر انعقاده في الخرطوم 2011م , ومنذ ذلك الحين وقلوب المشاركين تتسابق للمثول بين روضة من رياض الجنة جوار قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم , فالمكان يمثل حالة استثنائية لكل المسلمين ويتوق كل موحد من أقاصي الدنيا شرقها وغربها للوصول إليه , كان اقتراحا موفقا حينذاك من قبل رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الدكتور حسن السريحي والذي قرنها بمناسبة إعلان المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013م . لم يكن أمامي أو أمام أي شخص إلا أن يشد الرحال فهذه دعوة ربانية لزيارة بيته الحرام والمسجد النبوي الشريف , فتسارعت خطى الوافدين ليحطوا بين يدي الحبيب المصطفى ويغسلوا أوجاع الدنيا ومتاعب الحياة ويعلنوا تطهير قلوبهم وتسامحهم في روضته الشريفة وجوار بيته الحرام , ناهيك أن مؤتمر الاتحاد كان له خصوصية متميزة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثلت تلك الخصوصية في الجو الروحاني الذي عايشه أعضاء الاتحاد طوال الرحلة ونجاح انعقاد المؤتمر بجلساته العلمية التي مثلت قيمة علمية كبيرة من بروفسورات وباحثين من المتخصصين والمهنيين في مجال المكتبات والمعلومات .
التقى المكتبيون خلال هذه الرحلة في أكثر من قاعة طيبة بفندق الميريديان وقاعة البدر إضافة إلى قاعتين تعدان أكبر وأقدس قاعات المعمورة المسجد النبوي الشريف والمسجد الحرام الكعبة المشرفة ففي المسجد النبوي كنت ألمح زملاء مشاركين يكتنزون زوايا المسجد متضرعين إلى الله تعالى فنسلم على بعض ونحمد الله أن جمعنا في هذا المكان وفي ساحة الحرم المكي التقيت بأصدقاء من الاتحاد ونحن نطوف حول الكعبة المشرفة فكنا نسترق النظر منشغلين بمناجاة الواحد القهار وبين الصفا والمروة كنا نهرول جميعا مناجين رب العزة أن يعيدنا إلى هذا المكان . كانت روعة الجلسة الافتتاحية بتقديم الأستاذ الدكتور هشام عزمي الذي خص تقديم هذا المؤتمر بروحانية تناسبت مع المكان وقربه من سيد الأولين والآخرين فشدتني حروفه المليئة بالإيمان الداعية إلى التخلص من أوجاع الحياة الدنيا وانشغالاتها وكانت تلك التلاوة القرآنية من أحد شباب مدينة رسول الله تبعث في نفوسنا شعورا يوحي بعظمة المكان وقدسية القرآن الكريم مصداقا لقوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) كانت دموع الدكتور حسن السريحي في بداية كلمته وعجزه عن المواصلة لمشاعر الحب الوفاء للماثل أمامها أم حسن التي اعترف لها بالفضل أمام هذا التجمع العربي الكبير وشعر بالارتباك أمام من تستحق هذه الدموع وتلك الهيبة , إلى أن وصلنا إلى نهاية تلك الجلسة المفعمة بالعلم والمشاعر في آن واحد. لفت انتباهي عبارة أطلقها مدير جامعة طيبة سعادة الدكتور عدنان المزروعي عندما خاطبنا قائلا أتمنى أن تخرج توصيات المؤتمر إلى الواقع العملي بما يخدم المهنة والمكتبات , وهذا ما نؤمله فعلا من القيادة الجديدة للاتحاد . كان حديثي المقتضب بالشاعر العربي الكبير عبدالعزيز البابطين رئيس مكتبة الشعر العربي بالكويت أثناء تكريمه بالمؤتمر بمثابة ذكرى طيبة أعتز بها كان يحدثتني عن حفل تكريمه في جامعة صنعاء من قبل الدكتور عبدالعزيز المقالح وانتهى حديثه وهو يوحي أنه من أصل يمني . لقد توفقت إدارة المؤتمر بترتيب زيارة رائعة لمسجد قبا ومسجد القبلتين وجبل أحد والأماكن المقدسة فكان تجمعا رائعا للمكتبيين العرب وهم يوثقون أهم المعلومات في تاريخ البشرية جمعا معلومات بداية التكوين للرسالة المحمدية والدين الواحد الذي بفضله اجتمع كل هؤلاء . في الجلسة الختامية كان هناك حدثين رائعين الأول هو تكريم شباب أعلم الجديد من أعضاء الاتحاد منسقي الدول العربية وكان لي الشرف بأن أتسلم درع التكريم من الأستاذ الدكتور ربحي عليان حين طلب الدكتور حسن السريحي رئيس الاتحاد الطلوع إلى المنصة كان هذا التكريم حافزا ولكثير من الشباب في الاتحاد وللمنسقين في الدول العربية كي ننهض بأدوارنا ونساهم في تطوير أداء الاتحاد وتوسيع قاعدة العضوية كي يستفيد أكبر عدد ممكن من معلومات ومهارات الاتحاد الحدث الآخر هو انتخابات المكتب التنفيذي التي جرت وفق رقي تام وشفافية مطلقة يفتقدها الكثير من دول العالم الثالث في مثل هذه الأحداث فكان فوز الدكتور خالد الحلبي رئيسا للاتحاد والدكتور عمر جرادات نائبا لرئيس الاتحاد ونخبة من قيادات أعلم لعضوية المكتب التنفيذي . كان الدكتور السريحي ينادي بأسماء المنسقين والمكرمين ارتجالا وهذا يحسب له انه يحفظ في ضميره كل الأسماء بل وكل ما أوكل إليه وبكل تواضع يقرأ التقرير المالي والختامي الذي برهنت فيه قيادة الاتحاد للفترة الماضية النجاح بشهادة كل الأعضاء وبشهادة الإصدارات التي أثقلنا حملها وهي كانت نقطة ضوء مهمة في تاريخ الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات . أنا على ثقة أن القيادة الجديدة للاتحاد برئاسة الدكت