لا أخطر مöن اليأس
عبدالله السالمي
من منا مر عليه يوم دون أنú يسمع عبارات مöن مثل: «عمúر هذي البلاد ما با تصلح» «خربانة خربانة» «ما فيش فايدة».. يزفر بها أناس محطمون يائسون مöن مختلف الفئات العمرية¿!
على امتداد العمر تتحدد قيمة المستقبل لدى الإنسان في ضوء آماله وأحلامه وطموحاته التي يرجو تحقيقها في زمنه الآتي هذه الآمال والأحلام هي التي تعطي لحياته معنى ولمساعيه مغزى وقيمة وبمقدار ما يرجو المرء أن يصل إليه ينبغي أن يبذل ويسعى ويجد ويجتهد جاعلا مöن قطف ثمار تعبه ومثابرته في تحقيق طموحات وأحلام مرحلة عمرية معينة دافعا للسير على الطريق الموصل إلى تحقيق آمال وتطلعات المرحلة التي تليها وهكذا..
إن ذلك النوع مöن العلاقة بين الحلم والحقيقة مöن خلال رؤية الآمال والطموحات متجسöدة في الواقع هو ما يفتح شهية الإنسان على الحياة ليحياها بشغف ويقبل عليها منشرح الصدر ممتنا لكل لحظة يعيشها فيها حيث لا متعة تعادöل متعة بلوغ الآمال ورؤية الأحلام وهي تتحقق.
وعلى عكس ما يعنيه للإنسان بقاء جذوة الأمل مشتعلة مöنú أن الرحلة واعدة بالمزيد مöن فرص النجاح والترقي فإن انطفاءها يعني له خواء المستقبل وشحته بل مواته.
في الحالة الأولى حالة اشتعال جذوة الأمل يقبل الإنسان على الحياة بنفس تواقة باذلا مöن جهده وطاقته وقدراته بما يتوافق مع رغبته في تحقيق أحلامه وتطلعاته المستقبلية. أما في الحالة الثانية حالة انطفاء جذوة الأمل فإن الإنسان يحيا برتابة وجمود أشبه بالموت حيث يفعل اليأس فعله في تعطيل طاقاته وشل قدراته اتساقا مع نظرته العدمية إلى المستقبل.
ما يقال عن الفرد يقال عن المجموع فقد يغدو اليأس شعورا متفشيا في أوساط شعب بأكمله يعاني معظم أفراده مöن هزائم نفسية لا يحسنون تحت وطأتها إلا انتظار السيئ وما هو أسوأ منه بكل استسلام وانقياد وخنوع.
لا شيء إذن أسوأ على «اليمن» مöن أنú يفقد أبناؤها الأمل في إمكانية أن تبتسم الحياة مجددا لهم ولديارهم ولو نصف ابتسامة أو حتى أقل مöن النصف بكثير.