إلى عيون الجبهات وألسنة الانتصارات، رُوَّاد الميدان وحُفَّاظ بطولات أبطالنا في القوات المسلحة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجدني ملزماً بمخاطبتكم، فأنتم كنتم وما زلتم، جنود التوثيق الأول، الذين تُحوّلون دماء الشهداء وعرق المجاهدين وانفجارات النصر إلى صورٍ تخلد، وكلماتٍ تنطق، ووثائقَ تَدحضُ أكاذيب أعداء الأمة.
لقد أثبتم، بجهادكم، أنكم الضمير البصري لملاحم الدفاع والتحرير في وجه تحالف العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي، والراوي الحي لبطولات معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، والذاكرة النابضة لصمود شعبنا العظيم أمام كل الأعداء.
إنكم عندما:
– ترافقون قواتنا الباسلة في عمليات التحرير، وتنطلقون مع طلائع النصر،
– وتُسلّطون عدساتكم على لحظة رفع علم الجمهورية اليمنية فوق موقعٍ كان حصناً للخونة،
– وتُسجّلون صرخة النصر في أعين مجاهدينا وهم يحرزون النصر في المعارك،
تكونون قد صنعتم سلاحاً لا يقل فتكاً عن الصواريخ الباليستية، إنه سلاح إثبات الحق.
إنكم يا فرسان العدسة، شهود الإيمان على الأرض:
– فكل مشهد تفجير لسفن العدو الإسرائيلي والمرتبطة به، أو أسرٍ لسفنه وسفن غيره من الأعداء،
– وكل مشهد يُظهر دقة ضربات صواريخنا البالستية وطائراتنا المُسيّرة ودفاعاتنا الجوية على أهداف الأعداء في الجو والبحر والبر،
– وكل فيلم يُظهر اقتحام أبطالنا لمعاقل الأعداء ومواقع الخونة المرتزقة في الجبهات،
– وكل صورة تُجسد تحرير منطقة أو تلالٍ استراتيجية،
– وكل مشهدٍ لثبات أبطالنا في الميادين خلال تعرضهم للغارات الشديدة والقصف المركّز، هي وثيقة إدانةٍ للعدو، وبُشرى لأبناء شعبنا وأبناء فلسطين، ودروسٌ في العزة للأمة.
إنكم حراس التاريخ، فما توثقونه في الجبهات البرية والبحرية، سيكون، غداً، دليلاً لا يُرد على بطولات جيل الصمود، وسيقرأه أبناؤنا في كتب النصر والتحرير.
ونجاحكم الواضح، يؤكد أنكم تدركون أن مهمتكم ليست إعلاماً عابراً، بل توثيق تاريخٍ يُكتَب بدماء الأبرار، وجهاد تكسرون به شوكة التزييف والتضليل.
لقد جعلتم من عدساتكم سلاحاً استراتيجيا، فالمشاهد التي توثقونها، تُساوي في تأثيرها معركةً عسكرية كاملة، ترفعون بها الروح المعنوية لأمتنا، وتُدمرون نفسية العدو.
فهنيئاً لكم شرف هذا الدور الجهادي المؤثر، والشجاعة التي تتحلّون بها، فالتوثيق تحت القصف، أو التصوير على خطوط التماس، أو النزول إلى ساحات المعارك الفاصلة، في البر والبحر، جهادٌ إعلاميٌ يُسجل بأحرف من نور.
لقد أثبتم أن كاميرا المجاهد الإعلامي اليمني أقوى على أعدائنا من ترسانتهم العسكرية الهائلة. فبينما كانوا يُحاولون إخفاء هزائمهم، جئتم أنتم بمشاهدَ حيةٍ لانسحاباتهم المُذلة، وتخليهم عن أسلحتهم الثقيلة، وهروب قادتهم، فحيَّاكم الله أيها الرجال، مَن جعلوا من التوثيق جبهةً للنصر.
تحيةً لشهدائكم الذين سقطوا وعدستهم في أعينهم، فبالعدسة صنعتم نصراً إضافياً يراه العالم. وتحيةً لإبداعكم الذي أذلَّ أعتى قوى الاستكبار. ونحن على ثقة، بأنكم ستواصلون إطلاق عدساتكم كما يطلق المجاهدون المقاتلون رصاصهم، وأنها ستبقى دائماً دقيقةً، مضمونةً، في الصميم. وبأنكم ستكونون حيث تكون المعارك، فالنصرُ يُصوَّر في ساعة تحقيقه، لا بعدها.
حفظكم الله أدرعاً للحقيقة، وأقلاماً للتاريخ، وأعيناً لا تنام دفاعاً عن اليمن الحر الأبيّ. ودمتم سيوفاً مُسلَّةً على رقاب العدوان، حتى النصر الكامل بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* وزير الإعلام