صنعاء … عود على بدء….!!!
عبدالرحمن بجاش
حين كتبت (هل هلالك يا هلال ) كنت أراهن على الأمين الجديد .. للأسف الشديد فقد خذلني – مع الاحترام لشخصه – , وللوهلة الأولى فقد بدأت صنعاء الجديدة منها تحديدا تتوهج ….لكن الشعلة خبت سريعا , واستسلم الأمين سريعا ويبدو أن الأمانة حصرت نفسها في ملاحقة عبد الله المغشي!, كنت أتمنى ألا يخبو الهلال على الأقل فوق صنعاء التاريخية كما يسميها صاحبي الذي لم يكل ولم يمل حبا للمدينة يحيى سرور , أما أنا فقد كنت قررت ألا أكتب فقد زاد فضولي عن الحد الذي لا يعجب البعض, فإن تكتب وتطالب في وقت الناس كل مشغول يدبر أمره فأنت تؤذن في مالطا, لكن الهوى غلاب وأنا أعشق ما يعشق أستاذنا الكبير د/عبد العزيز المقالح, هو يعشق صنعاء وانا أتتبع خطاه .. حين تدلف بقدمك اليمنى من باب اليمن فجرا يكون عليك أن تلف يسارا وتتجه إلى مقهى البنوس أحد العلامات القليلة المتبقية لصنعاء التي نعشق , وإذ صادفتك أشعة الشمس تهطل من بين كتفي نقم فقم واترك الأزقة للزحام والصراخ!, حين تبدأ الهروب يكون لزاما أن تذهب بنظرك يمنة ستجد بيتا صغيرا آية في الجمال , يقولون لك هذا بيت الألمانية, لأنه لا يمكن أن يكون ليمني وصنعائي – على طريقة نادية الكوكباني – تحديدا , إذ قد نفض أصحاب صنعاء أيديهم عن مدينتهم ادعاء بأنهم يمنيون ولا ادري من الذي أنكرهم , فنحن عشاقها ندرك أن صنعاء أول اليمن ,لكن منظمات وجمعيات صنعائية ادعاء لا تدري أو تدري!.
الألمان والفرنسيون وحدهم غاضبون ويضعون أيديهم على قلوبهم خوفا من أن تخرج صنعاء من قائمة التراث , واليمنيون لسان حالهم يقول (عمرها لا بقيت) بدليل حالة التشوه التي هي عليها والتي بسببها لم أعد أنا صاحبها أزورها لان كل ما فيها يستفزك ….., الآن كل ما أحسست بالقرف اتجهت بقلبي وقدمي إلى حصن بيت بوس أبحث عن نفسي فيه ولا باس أن أمر بنظري على المعبد لعل وعسى !! برغم أن الحصن يحتاج إلى من يحافظ عليه, وزير الأشغال الصديق العزيز هو الآخر خذلني مثلما الأمين الذي توقعت أن يحيل ليل صنعاء إلى نهار , لك الله يا صنعاء التاريخية والألمان والفرنسيون , إذ أخشى أن تلحقين زبيد التي أعيدت بـ(عند الله وعندكم) فأعادوها لكنها ستخرج من جديد لأن لا أحد مهتم بأن يعيد إليها ألقها .. قل تاريخها .. قل ذاكرتها!, حقيقة في هذه الظروف لا أدري من أخاطب … لمن أتوسل .. لمن أقول .. ولا أريد أن أقول هذه المرة .. إلا بلغت اللهم فاشهد فقط ..أناشد: إلى كل صاحب ضمير: الحقوا هذه الفاتنة قبل أن يخربش وجهها الماكياج وأدوات الزينة العرائسي ……