مركز البحوث الزراعية في الكود.. الألق الذي لن يخبو
عبدالرحمن عبدالخالق
( مركز البحوث الزراعية في الكود م/ أبين مؤسسة علمية – بحثية عريقة كانت في يوم ما تضاهي أكبر المؤسسات العلمية والبحثية في المجال الزراعي في العالم ولا نبالغ أبدا إن قلنا العالمية فهي التي يعود تاريخ إنشائها إلى العام 1955م ونشأت معها تقاليد علمية في مجال البحث العلمي الزراعي ونشأ في كنفها رجال علماء نفتخر بهم ذاع صيتهم في كل مكان فهذا هو صنف القطن طويل التيلة (كود -4) الذي تم استنباطه في هذا المركز بجهود العالم الدكتور أبوبكر المعلم أحد الأمثلة البسيطة والقائمة تطول.
( بهذه الكلمات السلسة الواضحة مهد الصديق العزيز الدكتور محمد آدم عبد العزيز أستاذ فسيولوجيا الحيوان بكلية ناصر للعلوم الزراعية بجامعة عدن لدعوته عبر قائمة بريدية اليكترونية تضم الكثير من العلماء والمثقفين إلى تكوين جماعة أصدقاء المركز ممن يغيرون عليه وعلى سمعته العلمية العريقة للضغط على الحكومة اليمنية وبكل قوة نحو إعادة تأهيل المركز ببرنامج عاجل بل وعاجل جدا وليس بطريقة المشاريع الترقيعية وإنما على طريقة مشروع مارشال والبحث عن التمويل من صناديق أو منظمات دولية معنية أو دول وإعادة الاعتبار إليه.
( المركز -لمن لا يعلم- عانى منذ قيام الوحدة من التهميش المتعمد تبدى ذلك من خلال التضييق على كوادره وإهمالهم وعدم مده بما يلزمه من إمكانات مادية وتقنية يضمن له مواصلة مسيرته المجيدة في مجال البحث العلمي الذي يصب في خدمة التنمية الزراعية في البلد. ولأن إهمال المركز والعمل على تحويله إلى مجرد محطة بحثية للإقليم الزراعي الساحلي الجنوبي شأنه شأن أي محطة كانت تتبعه فيما مضى مما أدى إلى انحسار الاهتمام به وتطويره بما يليق بمكانته وتاريخه العريق ليصبح مجرد تابع من توابع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي في ذمار حسب الدكتور محمد آدم لم يشبع نهم التدميريين والمنتقمين من كل شيء جميل وبالذات ما يرتبط بتاريخ الجنوب بغية صنع تاريخ مزيف ينال من الأرض والإنسان فكان أن مدوا بأذرعهم الطويلة عبر ما سمي بـ(أنصار الشريعة) ليجهزوا على ما تبقى من المركز حجر وشجر ومختبرات وأجهزة ووثائق.. ليبقى من وجهة نظرهم أثرا بعد عين لكنهم واهمون لأن الأيدي التي بنت هذا المركز وطورته وحافظت عليه وعلى ألقه قادرة على بعثه من تحت الرماد.. ومن هنا جاءت مبادرة الصديق الدكتور محمد آدم للدعوة في تكوين جماعة أصدقاء المركز مركز البحوث الزراعية في الكود التي لاقت استجابة كبيرة من قبل العشرات ولا أظن إلا أن تتداعى لها أيضا الكثير من المؤسسات العلمية ومنظمات المجتمع المدني.
( أدعوا الجميع أفرادا ومؤسسات حكومية وغير حكومية لمؤازرة هذه الدعوة ليستعيد مركز البحوث الزراعية في الكود مكانته كمؤسسة علمية بحثية مستقلة تخدم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد.
( إن كانت محطة أبحاث الكود التي تأسست عام 1955م بدأت بإدخال عدد من الأصناف الزراعية لمحصول القطن بعد مجموعة من السنوات البحثية التي بدأ العمل فيها عام 1946م إلا أن النشاط البحثي للمحطة لم يقتصر على محصول القطن بل شمل الأنواع النباتية كافة في المحافظات الجنوبية والشرقية.
( هذا الإنجاز العلمي المتمثل بتأسيس محطة أبحاث الكود مركز البحوث الزراعية في الكود قوبل باحتفاء إبداعي/ أدبي فني على يد الشاعر والملحن الأستاذ عبدالله هادي سبيت والفنان فضل محمد اللحجي من خلال الأغنية الشهيرة بانجناه.
( مقتطفات من أغنية (بانجناه):
بانجنـــــاه من غصنه / واهـابوي من حسنه / يشفي القلب من حزنه
بانجنى الذهب الأبيض / لا يــــدولú ولا يأرضú / عـــاده لا دول بـيـض
وسúط البــــــودرة تلقـاه / والخــــــدين تتلقـــاه / محــلاهم ويا محـلاه
محلاه في الخدود البيض/ بس القلب ما بيريض/ يشتي دايما تمريض
يا محـــــــلاه في المحلج / كم له من مليح أبلج / يـرمي به ويــــدرج
والخـــــــدين تـتـضــرج / والنهـــدين تترجرج / والملهوف يتحرجج
ذا صـــــافي من البـرعم / لا يــدحش ولا يدرم / فوق الجرح ما يؤلم
******
لا با المطرز بتله لا ولا المخمل/ با ثوب من ذي الوصل / جـــــاهز متـلـل مكمل
بفعل لذا البدر منه مقرمه ململ / ذي داخـــل القلب حــل / باجـــدد العهــد الأول
عهد الصفا والوفا هيهات يتبدل/ نقضي السمر في القبل / لما يجي الفجر الأول.
تأسست محطة أبحاث الكود عام 1955م بعد مجموعة من السنوات البحثية ا