مريم والعقد الذهبي
أحمد إسماعيل الأكوع
يقول ويندل فيليبس مؤلف كتاب “كنوز مدينة بلقيس” إن مقبرة “تمنة” في حيض ابن عقيل مصدر طيب للدخل لبعض البدو لمدة طويلة من الزمن فقد كانت القطع الأثرية تباع في الأسواق منذ عدة سنوات عن طريق البدو الباحثين عن الكنوز كان هؤلاء يحفرون في الرمال في المناطق الأثرية فيخرجون بقطع جميلة ذات قيمة وكانت توجد في عدن مجموعة ممتازة من هذه القطع الأثرية يملكها تاجر هندي ثري هو المستر “كيكي منشرحي” وكان التاجر قد عرض هذه المجموعة على متحف أفريقي مقابل مائة ألف دولار وقال ويندل: وقد تحققت شكوكنا أن معظم القطع الأثرية الموجودة لدى جامعي الآثار إنما استخرجت من “تمنة” وذلك أثر تعرفي على قطعتين مكسورتين تخصان أحد النقوش الموجودة في الجهة اليمنى من “البوابة الجنوبية” ولعل الكثير من القطع الأثرية قد أخذت من المقبرة في حيض بن عقيل.
وقال المؤلف: وقد كنت يوما ضيفا على واحد من أنجح سارقي القبور في تمنة فأهداني بضع قطع أثرية من أحسن ما لديه وقد ازدادت قيمة تلك القطع العلمية أزديادا كبيرا عندما أراني الرجل المواضع الصحيحة التي وجدت فيها وكانت هذه في مقبرة تمنة.
ويصف جهل أهالي بيحان بقوله: “ولدى معظم العرب في بيحان قليل من الوعي في ما يتعلق بالعصر الأثري الذي يحيط بهم ومن الأسباب الرئيسية لذلك اعتقادهم بأن مثل هذه الأشياء إنما تعود إلى أيام الجهل “الجاهلية” التي سبقت مجيء محمد (صلى الله وعليه وآله وسلم) ولذا لا تساوي حتى مجرد الاهتمام بها وحتى علماء الآثار العرب في العصور الوسطى أقدموا على قليل من العمل البارع في ما يتعلق بالنقوش التي خلفها لهم أسلافهم.
وعلى الرغم من السرقات الكثيرة وأعمال السطو الواسعة التي تعرضت لها المقبرة على مر السنين كان عمل البروفسور هوني مون هناك يتقدم تقدما معقولا ويتكشف الحفر عن كميات من الآثار أكثر مما كان متوقعا.
وقد تمكن العمال من اكتشاف شكل رأس جميل لامرأة شابة يا الله لقد كان الرأس منحوتا من رخام معرق شفاف. ودمدم هوني مان فرحا غير أن سروره كان لايقارن بسرور العمال العرب ليس لأنهم سينالون بقشيشهم الذي يستحقون فحسب بل لأنهم سروا كثيرا لهذا الشيء الجميل الذي اكتشفوه فإنهم لم يروا في حياتهم تمثالا أجمل من هذا التمثال وبالنظر لجمال رأس الفتاة ذلك الجمال الذي أدهشهم فقد قرروا في الحال أنها ابنة البروفسور هوني مان ودون أن يستشيروا أحدا عمدوها باسم مريم وبعد نقاش حامي الوطيس بينهم اتفقوا على أنه يجب تزويجها في المستقبل القريب من كيوبيد الصغير الذي كان يركب على ظهر أسود تمنة.
* هل يتراجع اليمنيون عن أهدافهم¿
– معظم اليمنيين غير راضيين أن تغير اليمن إلى فيدرالية أو اتحادية أو غيرها من الأسماء والمسميات وكذلك تحويلها إلى أقاليم يعتبر ذلك تراجعا واضحا عن أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر وأهدافها السامية فهل يعتبر المضي نحو إعلان الأقاليم تخلي اليمنيين عن أهدافهم أم أنه حل لأزمة كادت أن تجعل البلاد تخوض حربا أهلية ربما لا نهاية لها¿
شعر..
رأيت الناس قد مالوا
إلى من عنده مال
ومن ليس عنده مال
فعنه الناس قد مالوا