ملامسة خجولة لمواقف بائسة..!
عبدالله الصعفاني

مقالة
? في بلد الحكمة تبرز فاجعة أن كل شيء ترتفع أسعاره إلا المواطن.
وفي بلد الفقه والإيمان يظهر كما لو أن اليمنيين وقعوا اتفاقا على التضحية بأشرف من فيهم وأكملوا القراءة دام فضلكم.
? بذاكرة وحافظية الإمام الشافعي أو حتى بذاكرة الاسماك هل بيننا من يستطيع نسيان أو إنكار أن رجال الجيش والأمن وهم اشرف الرجال وأغلى الأرواح يستشهدون وسط حالة شعبية ورسمية من المواقف المتبلدة.
? وفي قضية القوات المسلحة والأمن وكل القضايا الكبيرة والصغيرة إذا لم تتقدم فإنك تتراجع وما يحدث أن إدارة المراوحة عند نقطة الجمود انتظارا لما لن يأتي تتسبب في خسارة أطهر الرجال وأكثرهم محبة وفداء لهذا الوطن المبتلي بمسؤولين يلتهمون اليابس قبل الأخضر ثم يكتفون من الموقف والقرار بالكلام الذي لا تثبته إرادة أو إدارة على نحو البيانات السامجة التي تؤكد أن الحكومة تجدد دعمها ومساندتها للجيش والأمن وإجراءات تثبيت الأمن والاستقرار ونحو ذلك من الكلام الإنشائي.
? الجيش اليمني جيش لا تنفعه الشجاعة جيش محترم.. كفؤ.. والأمن اليمني قادر لكن ما يتعرض له رجال القوات المسلحة والأمن من الهجمات الإرهابية في المعسكرات وبواباتها والنقاط الأمنية وحافلات النقل يشير إلى إدارة بلا بوصلة وكلام إنشائي بلا فعل.. هو مجرد ترديد لتصريحات خارجية تؤكد أنهم يدعمون جهود الحكومة والأمن والجيش في مكافحة الإرهاب فتجتمع الحكومة لتقول بأنها أيضا تدعم وأنها تدين تاركة للجنة الأمنية مهمة الإهابة بالمواطنين الوقوف إلى جانب الجيش لملاحقة الإرهاب فيما النفس السياسي في الخطاب يطغي على الفعل الاحترافي حتى صارت اللجنة الأمنية العليا فضاء لتوزيع شتات المسؤولية الضائعة بين القبائل لينشغل المنشغلون عن مهماتهم الاحترافية بتقديم الدروع والكلام السياسي الذي يتجاوز في مساحته تصريحات مسؤولي الخارجية والثقافة والإعلام معا.
? وعذرا لهذه الملامسة الخجولة لأداء قطاع ما نزال نتمنى عليه أن يحمي نفسه لنطمئن على حمايته لنا كمواطنين.. ولكنني حزين مثلكم لرؤية هذه الأشلاء لرجال القوات المسلحة والأمن الذين ما من بيت إلا وله سفير فيها.. أب.. أخ.. إبن.. قريب .. جار .. صهر .. ونسب.
ويا أيها السادة .. إعملوا أي شيء يحفظ هيبة الدولة .. هيبة الجيش والأمن .. سيادة القانون .. فكروا فالتفكير وحده دليل حياة .. لا يمكن بقاء الحال على ما هو عليه من ردود أفعال مرتعشة تجاه هجمات لا تأخذ في إخوة يرتدون (الكاكي) إلا ولا ذمة.
? أقرأوا التاريخ وستقفون على حقائق أعمال الفعل والإرادة منذ زمن ما قبل اختراع لعبة الشطرنج وضوابط تحركات الجنود والضابط والوزير .. وحتى الملك.
? ولا أعرف وجه الشبه في إيراد هذه الحكاية التي تقول بأن الاغريق كانوا يختارون شخصا له رأس ضخم ويحلقون شعر رأسه ثم يكتبون ما يريدون على صلعته ثم يترك حتى يطول شعر رأسه ويتم إرساله إلى المكان المطلوب فإذا وصل يقوم بقص شعره مرة أخرى ثم تتم قراءة الرسالة .. آه على الدولة منذ زمن الإغريق.
? هل أضيف شيئا إلى بيت القصيد..¿ لا يمكن أن يخفى على المراقب أو حتى على النائم أننا في اليمن انشغلنا عن كل شيء بالسياسة والمحاصصة والمناصب والمال والثورات والبورات والأزمات .. ولم نفعل الواجب تجاه قضايا لا تحتمل العبث .. والدليل ما نراه من تجميد لمهام الجيش والأمن تجاه تحقيق دولة القانون .. حيث استبدلنا كثيرا من المهام المطلوبة لتعزيز هيبة الدولة بنظام المهادنة والمكافأة والرهائن والدعوة لترديد المزيد من أغاني الصبر .. بدليل هذه المواقف المترهلة من تفجير أنبوب النفط ونسف الأبراج الحاملة للطاقة الكهربائية.
? أما العصبية فهي أن بيننا كثر يرحبون صراحة وضمنا بأي انهيار في مكونات الدولة ويعتبرونه الدليل الوحيد على وجود الربيع وأنه مخاض ضروري لميلاد اليمن الجديد.