وجع وابتسامة

محفوظ حزام

لست مع من يقول : بأننا في الفترة الأخيرة وجدنا أناسا يتنصلون عن ما بقي في أعماقهم من رحمة ووفاء وصفات كريمة لأني لا أعتقد أن من بأعماقه مثل تلك الصفات بشكل متأصل سيأتي عليه يوم وبإمكان مثل تلك الصفات أن تزول بأي فعل خارجي !! لا أعتقد البتة مهما كانت قسوة الحياة في اتساع … ومن يتغيرون !! هم أولئك الذين كانوا يرتدون أقنعة بلهاء أو كانت مثل تلك الصفات الرائعة بأعماقهم مجرد ضيف عابر على صدورهم يعني ليست متجذرة فيهم لكنهم كانوا يحاكون مشهدا ما !! أو شخصية ما !! هذا هو سر الحكاية. فلا تبتئس يا صديقي ولا تبتئس من خيانة ما!! فأصل الحكاية أن تخلقهم بتلك الصفات البهية قد زال بزوال المؤثر أيا كان هذا المؤثر!! هذا كل ما في الأمر ولازم تنسى ..وتتجاوز…واعلم أننا في زمن عمليات التجميل والزرع والتحويل والتحول والنفخ للخدود والشفاه وتعدد الأدوار …. ومن يريد أن يلتقط الخيط ليميز بين الغث والسمين فليعلم أن كل جميل مصدره الروح وما وجد في ذات الروح فلا يمكن أن يتبدل .. فالروح أجود من الذهب والآية لا تتبدل ولا تحيد لأنها ((سنة)) . وذلك هو سر الصفات الكريمة وأصليتها . يعني أن الصفات الكريمة وطنها الروح ولا سواها وحتى لا يلتبس عليك الأمر .. وتتعب في البحث عن إجابات كثيرة لأسئلتك المتزاحمة ((خاصة)) وأنت صادق جدا في زمن الخذلان !! اعلم يا صديقي أن من يملك صفات أصيلة فعلا فإنها لن تزول إلا بزوال الروح ..وإن من رأيته قد تغير للأسوأ فلا تتهم الظروف والحياة … لكن اعلم أن تلك الصفات لم تكن فيه أصلا وإن ذلك مجرد نزوة عابرة أو محاكاة لشخصية ما في مسلسل اجتماعي إنساني نجح فيه البطل وتأثر بها ذلك الخائن في حقيقته…!!! أو حيلة شيطانية خفية ….أشبه بالضياع كانت خطة قاسية لشر أسود أنقذك منها القدر الجميل فلا تبتئس ((رجاء)). هيا يا صديقي انهض وامسح دموعك الحارة.. وابتسم لأجل الحياة ..والسماء… وتأكد بأن غدا مشرق… كما أن لحديث الروح بقية.

قد يعجبك ايضا