وداعا أبا مازن

طه عبدالصمد قاسم



ما كدت أعزي أحبائي حتى فاض بي الألم وكنت على وشك الانفجار بكاء وبصعوبة بالغة تمالكت نفسي وكبحت جماح دموعي بقوة تأتت لي من حرصي على تماسك هؤلاء الأحبة.
***
وليد .. مازن .. وائل .. منتصر .. معتصم .. ليتني مت قبل العزيز محمد أبيكم وخالكم فذلك كان أهون علي من أن أرى الحزن يعتصركم والألم يتبدى في تعابير وجوهكم التي لم أعهدها إلا دائمة الإشراق وأي إشراق.
رحمه الله .. سامحه الله
كلمات سمعتها من زملاء المرحوم وقد ايقنوا أنه كان ودودا خلوقا ومن أطيب الناس غير أنه كأي من شاغلي الوظائف المالية أو الإدارية لا يستطيع إرضاء كل الناس بحكم وظيفته وأدركوا مدى صوابية بعض القادة الإداريين وهم يتمثلون مقولة :(إرضاء الناس غاية لا تدرك).
***
أبا مازن ..
ها أنت تغادر هذه الدنيا إلى دار البقاء .. غادرتنا جسدا ولكنك باق بيننا .. سر بقائك يكمن في رحيلك مطمئنا كأب وخال وزميل.
يا خال وليد ووائل وأشقائهما غادرتنا ووليد يستشرف أرحب الآفاق ووائل يحسن الانطلاق واخوتهما كل إلى كينونة متقدمة تواق.
***
يا أبا مازن ..
لا شك أن السعادة كانت تغمرك وأنت ترى المعتصم والمنتصر يتلمسان بخطوات واثقة السبيل إلى غد كله متواليات نجاح.
***
يا أبا المعتصم والمنتصر .. إني بإحساس الأب كنت أقرأ بإكبار مدى شعورك بالزهو إزاء الحبيب مازن وهو يتميز بمواقف كلها رجولة حنكة ومبدئية وأخلاق وحقانية.
كنت ألاحظ ما يغمرك من شعور بالفخر والسرور وأنت تتابع خطوات مازن الواثقة في ميداني العلم والعمل وفي تمكنه من نواصي كل القلوب.
غادرتنا ومازن قمة في الأخلاق .. غادرتنا والألق لا يبارح مازنا في كم وكيف أدائه وحضوره الوجداني بين الزملاء وكل الناس ينم عن نقائه وتمكنه العلمي في الجامعة يدل على إدهاشه وبهائه.
يبحث في مدارس الإخراج الصحافي يتعاطى في أمور شتى مع زملائه وأصدقائه .. يقدم الطروح والرؤى فإذا به مدرسة وإذا بيراعه يبشر بـ(هيكل) آخر في قادم الأيام والسنين ومهنية أمضى من (الخازن) على دروب الحق والخير والجمال ومداميك العطاء من أجل إيناع حياة الإنسان وازدهار أرضه وليظل الخير هو ما تتلبد به غيوم سمائه.
فوداعا إيها العزيز محمد والسلام عليك يوم ولدت ويوم غادرتنا ويوم تبعث حيا.