عن الحوار بدون خوف من التكرار

حسن أحمد اللوزي


حسن أحمد اللوزي –
{.. إن الحوار من أعظم النعم المتصلة بالعقل البشري ولاشك ان مفتاح كل حوار مثمر هو المعرفة الصحيحة بالآخر أن يعرف المتحاورون بعضهم البعض أولا ولذلك كان التعارف حاجة إنسانية ماسة على كل المستويات الفردية والمجتمعية وبين الشعوب والأمم على كوكبنا الأرضي فالمعرفة بهذه الرؤية كنز قابل للتنمية وهي مادة تبادلية ميسرة لصالح الحياة وسلامتها وتناميها وازدهارها قبل تبادل المنافع والاحتياجات الأخرى القيمة أو المثمنة ومن أهم متطلبات ذلك التعريف بالذات من كافة الجوانب وبالصورة التي تخلق الاستجابة لدى الآخر فينزع إلى نفس العمل بمقتضى التفاعل وتحقيق رغبة الاستجابة في فعالية التقابل والمعاوضة معا لتأخذ حركتها في الاتجاهات المتعددة بين الطرفين أو الأطراف المتعددة.. المتوافقة.. أو المختلفة.. أو المتباينة!!
ومن أجل ذلك خلق الإنسان فكرة الحوار لتحقيق الغايات النبيلة التي يستهدفها التعارف وتبادل المعلومات والأفكار على مائدة متسعة قابلة للأخذ والعطاء وقد تشعبت المفاهيم التي ارتبطت بفكرة الحوار في الحياة الإنسانية المعاصرة في اتجاه ايجابي حميد حتى صارت تؤكد عليها وعلى الالتزام بها الكثير من الشعوب والأمم التي تتطلع لأن تكون أقرب لممارسة المثل العليا الإنسانية في حياتها ليس فقط لمجرد التعريف بذاتها ورسالتها وإنما لاستهداف التعاون والتكامل ورفع قواعد الترابط والتكامل في كافة ميادين ومناحي الحياة الإنسانية.. بداية من إبراز حقيقة إيمانها بقداسة المصالح الإنسانية المشتركة وأهمية التعاون لتحقيق وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام وتحصين البشرية من مغبات الهلاك والدمار التي ربما تشعلها المخاوف الكاذبة أو الكامنة في التاريخ وأوهام الجهل المطبق وميراث القرون المندرسة من الأحقاد التي مازالت عصية على النسيان أو الهمود.
والأقرب زمنيا إلى هذا القرن تلك الصراعات الدامية والحروب الطاحنة التي كانت سمة القرن المنصرم بما فيها صور المآسي وأشكال الدمار والإفناء التي خلفتها الحربان العالميتان في القارتين الأوروبية والأسيوية والتي لاشك أشعلت فكرة الحوار الإنساني من جديد وتوسعت الحاجة الماسة لحوار الثقافات باعتباره مطلبا يحقق التعارف الإنساني الأعمق والتفاعل والتكامل البشري الأبعد تأثيرا في الوجود الحي والتكون المشترك وبما يحول دون قيام الصراعات المدمرة والحروب الكونية الطاحنة.. ويحقق الاعتراف بالحاجة والنفع المتبادل بين كافة الشعوب والأمم.. بعيدا عن نزعات الإلغاء أو الهيمنة.. والاحتواء وباعتبار الحوار في جوهر أهدافه الإنسانية الغالية يرعى المصلحة العليا للبشرية جمعاء ويهذبها من عقدة الاحقاد المتوارثة.. فهل يتوصل الحوار الإنساني بين مختلف الثقافات إلى حقيقة جامعة¿¿ وتتاح لنتائجه أن تعرض عبر الأقمار الصناعية وعلى الشاشات الصغيرة ومساحات الإنترنت حتى تندمج الشعوب والأمم في هذه العملية الحضارية الهامة كما ارادها الله سبحانه وتعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعرفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
لم يتم الحصول على الاجابة على السؤال الفائت والمستمر برغم الفترة الطويلة التي مرت على مثل هذه التساؤلات¿! الهم الذي مازال متقدا في الذهن من يوم ان نشرت العديد من الموضوعات والكتابات كما اقيمت الندوات وأخذ البعض منها الصورة الحادة في التفكير حول صراع الحضارات للأسف الشديد.. غير ان الغلبة كانت وسوف تظل لفكرة الحوار الحضارية التي تنتصر للعقل وللفطرة الإنسانية وللمصلحة البشرية!! غير ان السؤال الأهم في نظري اليوم هو موضوع الحوار بالنسبة لأبناء الوطن الواحد.. أو الأمة الواحدة أليس ماهو أكثر حاجة وضرورة أو أوجب فعلا والتزاما¿¿ وخاصة وأنه اكثر وضوحا وأوفر حظا.. لتحقيق النجاح المنشود وخاصة وهو يمتلك أهم أسباب النجاح وهو امتلاك المعرفة الكاملة ببعضنا البعض وحقيقة ما يفكر فيه مهما كان انتماؤه أو موقفه في الحياة التي صارت مكشوفة وليس فيها أية مبهمات بفضل الحرية والشفافية واعتداد كل بنفسه وبما يمثله وبوطنه وبانتمائه إلى الأسرة اليمنية الواحدة على امتداد الوطن الواحد.
الجمعة: يوم التحلي بالخلق العظيم..
ما الذي يمكن ان يستفيده الإنسان المسلم رجلا كان أو امرأة من يوم الجمعة.. وهو في حقيقته ليس يوما للعطلة كما يتصوره البعض.. أو التحرر من واجبات العمل في إطار الدوام الرسمي.. ولكنه يوم مخصص لعمل آخر يكتسب أهمية خاصة لأنه يعطي القيمة المضافة لأيام العمل الأخرى طوال الأسبوع وهو في ذات الوقت يحمل معنى العيد الصغير ويوحي بمشاعره ويخلق أجواءه عند الأسر بكافة أفرادها حتى الأطفال فإنهم يتعلمون منه الدروس التي هم في أمس الحاجة إليها مع نعومة اظفارهم وتنامي مداركهم ومعارفهم الحياتية في البيت والأسرة وداخل المجتمع وإذا كان تجمع الأسر في ال

قد يعجبك ايضا