يا بغداد الصمود الوطنية العربية هل ستعود¿!
علي عباس الأشموري
علي عباس الأشموري –
يبدو أن التوسط لم يعد مناسبا ولم يعد خير الأمور .. فليس هناك إلاú قوة وضعف أو كمال ونقص والوسط شيء ملغي من الحساب .. فنصف المتعلم أجهل من الجاهل لأنه يأبى المزيد اقتناعا بما لديه .. والجاهل يقبل التعلم لأنه يحن إلى المفقود وكامل التعليم يحن إلى المزيد لأنه يعرف قيمة التفوق.
والوطنية لا تقبل التوسط فليس هناك إلا وطنية كاملة أو لا وطنية¿ من كان نصفه وطنيا فلا بد أن يكون نصفه الآخر تابعا أو خائنا وقد تتغلب نصف العمالة على نصف الوطنية .. لما للعمالة من أرباح مؤقتة وقد عرف تاريخنا المعاصر من انصاف الوطنيين ومن الوطنيين الكاملين.
ومن مثل إنصاف الوطنيين من يرفع شعار (بلدي أولا) فهؤلاء يرون من جانب الضعف أن مصلحة بقائهم في الحكم وأن مصلحة بلدانهم تأتي من التابعين للدول العظمى وكانوا يحققون القليل من المشاريع والمصالح ليبقوا حكاما على حساب المبادئ والمقدسات الإسلامية والقضايا العربية ا لمصيرية مثل قضية فلسطين والعراق .. بل رأيناهم يستثمرون تلك القضايا استثمار رخيصا ربما عاد على دولهم بقليل من تخفيضات للديون أو زيادة مساعدات على حساب دماء عربية زكية سفكت ومشاعر إسلامية انتهكت .. إن ما تعرضت له غزة (خلال العقد الماضي) من اعتداءات إسرائيلية وقتل واغتيالات وتشريد وما صاحبه عربيا من حصار واغلاق للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية ناهيك عن المواقف السياسية التي اتسمت بالمد والجزر وفقا للقرب والبعد من القمر أو الأقمار هو دليل واضح على غفوة الوطنية العربية .. أو سباتها إلى أجل غير مسمى.
لقد ترقت الوطنية في أواخر القرن الماضي من محيط الأسرة إلى محيط القبيلة ومن محيط القبيلة إلى محيط الأمة .. التي تجمعها عقيدة واحدة .. بعد أن فرقتها الدول الاستعمارية واستبدت باهلها ونهبت ثرواتها.
ولكن الشعوب كالأفراد تمرض وتصح .. وتضعف وتقوى فبعد وهن الاستعمارين العثماني والانجليزي نهضت الوطنية من غفوتها وكانت في بدايتها كطفولة الإنسان .. تحرك الإنسان العربي شعبا وجيشا لتحرير المواطن العربي المظلوم وتعدى جميع الحدود الجغرافية معارك خاضها الجيش المصري لتحرر اليمن .. والجزائر وغيرها .. ووصل الجندي اليمني إلى لبنان والعراق وفلسطين وغيرها ووصل الجندي العراقي إلى القدس ولكن القوى الاستعمارية ما برحت تحيك المؤامرات وتعود من جديد بثوب فريد وبإعلام عربي بليد يدعو إلى تحرير الشعوب ونشر ثقافة الفوضى الخلاقة .. وتبعا لذلك انشغل كل مواطن بنفسه وبمشاكل وطنه وصارت وطنية المصري لا تتجاوز حدود مصر حيث اطلق الحكام شعار مصر أولا .. الاردن أولا وغيرها .. وأصبحنا نعاني من انقسام الذات على نفسها وطغت الوطنية النهضية للحكام على الوطنية الكاملة للشعوب والافراد فمتى تعود الوطنية الكاملة للإنسان العربي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب كجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ومتى تتجلى الوطنية العربية الكاملة في الإنسان العرب بشمول قضايا الأمة على أساس وطني يحس معه مواطن صنعاء أن احتلال الجولان هو احتلال لجبل نقم وظفار .. واحتلال الضفة الغربية هو احتلال لمدينة جدة والدوحة والقاهرة وبغداد متى نشعر أن الاحتلال لصحراء سيناء هو احتلال للصحراء الكبرى وصحراء الربع الخالي فمن توافر له هذا الاحساس المجيد فهو وطني وعربي كامل الوطنية العربية بل هو الإنسان كامل الإنسانية.
لأن الرضا عن احتلال إلى مكان&#