الفضول.. شاعرا ومجددا


 - 
الظواهر الأسلوبية في شعر الفضول
ثمة من يرى من النقاد المعاصرين بأن كل عمل أدبي هو انتقاء من لغة معينة (24) وهذا الانتقاء لا

الظواهر الأسلوبية في شعر الفضول
ثمة من يرى من النقاد المعاصرين بأن كل عمل أدبي هو انتقاء من لغة معينة (24) وهذا الانتقاء لا يتم بعشوائية بل بقصد اختيار المفردة المكتنزة بالدلالة .
ومعجم الفضول الشعري أفق واسع يتسع باتساع الطبيعة ذاتها لتفاعله مع مظاهرها وآفاق اللغة الشعرية بشكل متوازن يحفظ لكل طرف منهما كيانه المستقل , لذلك كانت الانتقاءات للمفردات تمثل ظاهرة وهي في حقيقة أمرها استبدالات لغوية على المحور الرأسي من مقاصدها بيان الموقف الشعري , وتكثيف الدلالة ,وهو ما سنعرض له لاحقا وقبل ذلك نرى أن نعرج قليلا على بيان الحقل الدلالي والذي وهو عبارة عن مجموعة من الكلمات ترد بتواتر في جل الأثر الإبداعي للفضول , وتشكöل عالمه الإبداعي الذي من خلاله ينتقي المفردة.

ويعمل على تكثيف دلالتها باستبدال الدلالة المعجمية بالدلالة الشعرية حتى تتسع وتتشظى ويستوعب كل الأفق الإبداعي .
وتلك الكلمات والمفردات التي ترد بتواتر في الأثر الإبداعي للفضول هي:-
معجم الفضول الشعري :-
الهوى, الأشواق , الدجى , الضحى , الفرح , الحسن , الجنان , أخضر, الضوء , البدء , المنتهى , الأمن , الدموع , الحزن , الظلال , الضياع , اليد, الرياح , الليل , الكبرياء, الإطلال,الهدى , الظنون , السماء , الفجر , المقت , الاكتساء , الأرض , العطر , الغصون , الخطو , الكفر , الحرائق , الدخان , التراب , الرماد , الصدق , الغياب , الأثام , الخير , السوء , الحقارات ,الطهارات , الأخلاق , إحتطاب , الغابة , جغرفها , مستبسل , مخلب , ناب , غذاب , الزهر , الورد , الفراشات , الشهد , الخطايا , الثواب , شقاء , مجد , الظلام , الصواب , مرعى , فاضل , نرفض , الساحة , الراية , الحق , المهانات , العدل , الفحش , فاسق و العطاء , الإبصار , العمر, الشذى , الوحش , الظمأ , الشوك , الريش , الجناح , قلوب , الرشد , غيم , سيول , النبل , العدم , الخصب , الأخضرار , النجم , اللؤلؤ, النهد , الطير , غرد , روحي , .
اللحن , الوتر , الامنيات , الجمر , القطر , الطاؤوس , المروج , القامة , البذل , الجود , الشرف , الوهن , الابتسام , البراعم , الماء .
***
1. والمتأمل في معجم الفضول يجده أكثر ميلأ إلى الهدوء والسكينة فهو ساكن دون فاعلية إلا ما ندر (كجغرفته ) وكهندسته , بنسبة الذات إلى الأصل والتماهي فيها أو الاتخاذ كما في قوله , (تتشمسك ) وهي معاني حلوليه هادئة وغير صدامية أو متحركة في المكان والزمان ,
2. إنتماء المعجم في مجمله إلى حقول دلاليه تنتمي إلى الحقل الدلالي الأكبر وهو الطبيعة بكل مظاهرها وإلى القيم والأخلاق وروح البذل والعطاء وإلى الحقل الجمالي كروح وكفلسفة .
3. ميل الفضول إلى تكثيف الدلالة واستبدالها فالمفردة لا تدل على حرفيتها المعجمية ولكنها تستبدل للتعبير عن معاني شعرية أكثر أفقا واتساعا كما سنلحظ ذلك لاحقا من إطار هذه الدراسة .
الظهوار الأسلوبية في شعر الفضول (المستوى الرأس )
يقول محمد عبد المطلب أن اللغة الشعرية الأفقية تتعرض لما يوقفها بشكل مؤقت لكي تعدل مسارها إلى شكل رأسي يتمثل في عملية جذب لمفردات التركيب لتتمحور في عمق رأسي يساعد بدوره على إفراز دلالة فريدة لا تقل في أهميتها عن الدلالة الناتجة من الحركة الأفقية (25) (وفي تفاعلات الفضول مع اللغة انتقاءات دالة على معجمه الشعري , هي في جوهرها إستبدالات لغوية على المحور الرأسي ( تكثيف ) تجسيدا وتعبيرا عن الموقف الشعري وتفجيرا للطاقات الدلالية القصوى ومعجم الفضول لا يكاد يتجاوز الطبيعة بكل مظاهرها وتجلياتها فهي معينة اللغوي الذي يتعدد في دلالاته ولا ينضبوا (الضوء ) أحد العلامات الدلالية الأكثر تداولا لدى الفضول , ومن خلال هذه العلامة الدلالية الأكثر ورودا في شعر الفضول نحاول بيان الموقف الشعري من الأشياء والقيمة الإيجابية لها لكونها مظهر انحرافي مستعمل في سياق خاص فاللغة الشعرية ( تتمثل في إظهار روح الأثر الأدبي وتجسيدها في مظهر أسلوبي أو شكل فني أو جسد لغوي خاص يتجاوز قليلا أو كثيرا البنية المتحققة ويضيف إليها جديدا تنتقل بواسطته من موقعها القديم إلى موقع أكثر تقدما في سياق اللغة التاريخي والاجتماعي والفني) (26) ومثل ذلك قد نقرأه في جل الأثر الإبداعي للفضول الذي يشع في أرواحنا وضوحا وبهجة:-
من ضوء ألف صباح نحن أروينا
ومن ضحى ألف عيد ضاحك ألق
فالضوء هنا هو الوضوح والكشف
***
مغارس الحب في أعماق روحينا
صغنا مباهج دنيانا ووشينا (27)
إذ من خلاله تظهر حق

قد يعجبك ايضا