التغيير يسلم عليكم ويقول لكم: “تغيروا أولا”!!

أمين الوائلي

 - يبدو هذا الكلام مستهلكا وروتينيا ولكنه ايضا خلاصة كل يوم وكل شيء حدث ويحدث هنا وهناك وهنالك: على الجميع أن يتمسك بحق وضرورة التعايش والشراكة بعيدا عن نزعات الاستحواذ والاقصاء والإلغاء
أمين الوائلي –
يبدو هذا الكلام مستهلكا وروتينيا ولكنه ايضا خلاصة كل يوم وكل شيء حدث ويحدث هنا وهناك وهنالك: على الجميع أن يتمسك بحق وضرورة التعايش والشراكة بعيدا عن نزعات الاستحواذ والاقصاء والإلغاء.
على الأحداث والتداعيات في أكثر من بلد عربي أن تعلم الناس في أكثر من بلد عربي كيف يديرون الحياة العامة بمعزل عن الرغبات والقناعات والأطماع الخاصة والنزعات الشخصية. منطق الغلبة والاستقواء لم يكن فضلا عن كونه لم يعد قابلا أو صالحا للاستخدام بعد الذي كان وحدث.
ويجدر بالجماعات الحزبية والسياسية بمختلف أشكالها وأحجامها أن لا تتحدث عن التغيير مجاراة للأحداث فقط فيما هي لا تغير ولا تتغير. جزء مهم من التحدي يكمن هنا في التغير.. بالتوازي مع التغيير خطوة بخطوة.
الذين ذهبوا إلى افتراس والتهام حصاد ومخرجات خطاب ودعوات التغيير لوحدهم أو مع اتخاذ شركاء ديكوريين لتجميل الصورة لا غير أعاقوا حركة التغيير وقزموها. إلى أن اصبحت مرادفة للتبديل ومخاصمة لمعانى التحديث والتطوير وتوسيع قاعدة المشاركة والإعلاء من دولة القانون والمؤسسات.
من المصلحة القول بأن التغيير وخطابه اليومي يصبح “لا شيء” أو “شيئا سيئا” إذا هو لم يقتض بالضرورة إفراد مساحات واسعة وكافية لمسلمات “التجديد” على أكثر من مستوى وبأكثر من معنى. التجديد في الآليات والمنطلقات النظرية على مستوى كل جماعة وتيار وحزب ومجموعة متجانسة شرط ضروري وحاسم للأخذ بالتغيير والمضي فيه على المستوى العام والوطني.
الآليات القديمة والقناعات والمنطلقات القديمة لا يمكنها أن تنتج واقعا آخر وأفضل. ما نراه عيانا أنها أنتجت نفس الوقائع التي ضاق بها الناس ذرعا وعزموا لتغييرها. يكمن الخطأ الجوهري في أن الناس يديرون تغييرا يشتغل على السطح ولا يتطرق إلى العمق والذات. والذين يديرونه هم الذين اداروا غالبا الحالة السابقة ولم يكن ثمة تجديد يواكب الواقع الجديد ليغدو جديدا بالفعل.
سوف تستمر الممارسات السيئة والخاطئة في التوالد عن مقدمات وآليات خاطئة ورديئة وتنتج واقعا مشوها وإشكالات جمة. إلى أن يقتنع الجميع بضرورة البدء بالتغيير من الداخل.. من الذات.. باتجاه الخارج والموضوع وليس العكس.
باختصار فإن تغيير نوع الشاشة لن يعطيك بثا مختلفا وخيارات أفضل. يلزم أن تبحث عن لاقطات بث فضائي لتحصل على قنوات كثيرة وخيارات متنوعة. غيروا الأنتل بلاقطات بث حديثة.. آليات حديثة. تغيروا أولا.
شكرا لأنكم تبتسمون.

قد يعجبك ايضا