عن اختطاف الهولندية “سبيخل” وتضامن الصحفيين..

سامي نعمان

 -  الخميس الماضي كان عقد لقاء تضامني مع الصحفية الهولندية جوديث سبيخل المختطفة وزوجها منذ ما يقارب الاسبوعين.. اللقاء دعت له نقابة الصحفيين وعقد في مقرها وتولت ال
سامي نعمان –

> الخميس الماضي كان عقد لقاء تضامني مع الصحفية الهولندية جوديث سبيخل المختطفة وزوجها منذ ما يقارب الاسبوعين.. اللقاء دعت له نقابة الصحفيين وعقد في مقرها وتولت الناشطة سامية الأغبري مهمة الحشد له مراسلة واتصالا لضمان حضور يفي بالحد الأدنى لمقتضى تسمية “لقاء”.
> تبين من عدد حضور اللقاء أن الوسط الصحفي يمر بحالة سلبية كبيرة وكغيره من الأوساط السياسية والاجتماعية والفئوية أصبح معظم منتسبيه لا يتضامنون إلا في اطارهم الضيق وتحديدا عندما يمس انتهاك ما مقربا أو صحفيا محسوبا على تيار أو اتجاه بعينه وليس بالضرورة أن يكون هذا التمييز قائما على أساس سياسي وتلك هي الكارثة الحقيقية..
> أمام جريمة كهذه كان حريا بجميع الصحفيين أن يحرصوا على الحضور والتضامن خصوصا انهم اصبحوا ذاتهم عرضة لمثل هكذا جرائم.. هناك انتكاسة كبيرة في الوسط الصحفي افقدته تماسكه وكثيرا من مقومات قوته التي تميز بها قبل بضع سنوات في ظل ظروف قمعية أكثر سوءا وبشاعة من هذه.
> جوديث سبيخل صحفية هولندية تقيم في صنعاء منذ بضعة سنوات وتراسل إذاعة هولندا العالمية كما وتعمل في جامعة أهلية.. مشكلة سبيخل وكثير من نظرائها أنهم انسانيون للغاية ويحبون اليمن بإخلاص وصدق اكثر من آلاف أبنائها للأسف.. كانت تتمشى في ازقة وحواري صنعاء لكأنها في بلدها.. انها تحسن الظن بنا كيمنيين وتعيش حياتنا دون ان تدرك أنها معرضة للمصير الذي تكتب أخبارا وتقارير عن حدوثها لغيرها دون أن تتوقع أنها ستصبح يوما خبرا وقصة مأساوية تروى وهي محورها..
> أقدر حرص الدول الغربية على مواطنيها وسعيها لتحريرهم بكل الوسائل الممكنة بما فيها تلك المخالفة للقيم السائدة في بلدانهم وغياب الدولة وانفلات الجماعات المسلحة والقبلية وعدم قدرة الدولة على ضبط الوضع الأمني مبرر كاف لهم للبحث عن أي وسيلة تنقذ رعاياهم.. لكن نجاحهم في تحقيق هكذا انجاز بهكذا ادوات (ربما) يحسب لهم في بلدانهم بتحرير مواطنيهم عن طريق دفع الفدى للمجرمين ليس ضامنا لهم بعدم اختطاف مواطنين آخرين..
> قد يكون واردا استهداف سبيخل باعتبارها صحفية لكن الأقرب إلى انها اختطفت باعتبارها أجنبية ذات حظوة لدى بلادها ولدى الحكومة هنا وهم بذلك يضمنون تلبية مطالبهم أو الحصول على فدية معينة.. الصحفيون الغربيون كزملائهم المواطنين الآخرين ليسوا بمنأى عن الاختطاف طالما وجدت نية الفعل وغابت أداة الردع.. الأمر ليس أفضل حالا بالنسبة لليمنيين في هكذا حوادث تصل مرتبة اهتمام الحكومة فيها إلى أدنى مستوياتها سواء اختطفوا في الداخل أو من قبل قراصنة الخارج..
> الفدى الطائلة التي يحظى بها الخاطفون وأدواتهم – إن تأكد يقينا صحتها- ستفتح المجال أمام رواج وازدهار تجارة الاختطاف.. لن يحفظ الخاطفون ودا لأي دولة دفعت فدية سابقا ليتجنبوا أذية آخرين ينتمون لجنسيتها مستقبلا فمن يمارس هكذا جرائم لن يتورع عن تكرارها بحق كل هدف متاح يراه مهما خصوصا إذا كان من ذوي الملامح الغربية دون اهتمام بتفاصيل الجنسية بل إن من يدفعون فدى لتخليص رعاياهم ربما يكونون أهدافا أكثر إغراء وتركيزا من قبل مرتزقة الاختطاف..
> ثمة حل آخر لن نجهد نحن عديمو الخبرة بالخوض في تفاصيله ومبادئه ويدركه جدا المعنيون بهكذا جرائم عنوانه الأبرز حضور الدولة بكامل اجهزتها وقيمها.. هو حل سحري لوقف اختطاف الأجانب وغيرها من الجرائم التي تنكل باليمني في مختلف تفاصيل حياته.. ولن تكون الوساطات والمداراة والفدى بديلا عنها وعلى اصدقاء اليمن إذا كانوا يحرصون على مواطنيهم فعلا التزام بعض قيمهم ومساعدة الدولة في تأكيد هذا الحل حفاظفا على مصالح الجميع.

قد يعجبك ايضا