منظمات هات!!
محمد العزيزي
محمد العزيزي –
لاشك بأن ما سنتطرق إليه قد لا يحلو للبعض و سيعتبره جزءا من الحسد لما تحققه منظمات هاتي هات من دولارات .. لا يهم .. لأن المهم أن يعرف القارئ أن هناك ما يقارب 8000 منظمة وجمعية منحتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ترخيص مزاولة المهنة تحت مظلة منظمات المجتمع المدني والمحزن أيضا أن هناك عددا غير معرف من هذه المنظمات تعمل وتمارس نشاطات مختلفة خفية بدون ترخيص أو علم وزارة العمل ..
هناك من يرى أن هذا العدد الهائل من المنظمات المتواجدة على الساحة اليمنية هو بفعل الانفتاح و الديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية أيضا ويعتبر البعض دور منظمات المجتمع المدني شريكا في التنمية المجتمعية في التخفيف من الفقر وتوفير فرص العمل والتخفيف من البطالة .
لكن الذي يتضح أن الدور الذي تقوم به في المجتمع ضعيف ومحدود لنشطاء المجتمع المدني كقيادات أو أعضاء إلى جانب التسابق والتنافس بين أصحاب هذه المؤسسات الأهلية أو المجتمعية المدنية على التمويل الأجنبي الأمر الذي جعل نشاطهم أقرب إلى الارتزاق منه إلى العمل المدني التنموي الطوعي .. والمتتبع لأوضاع منظمات المجتمع المدني في بلادنا يلحظ وللوهلة الأولى أنها مجرد ظاهرة عددية وكمية يقابلها تدن في حجم فاعليتها كشريك للحكومة في عملية التنمية .. ولذلك فإن دعم الحكومة لهذه المنظمات وتسهيل حصولها على الترخيص يأتي من باب إدراك الدولة بأهمية إشراك منظمات المجتمع المدني في عملية التنمية اعترافا منها بأنه لم يعد من الممكن مواجهة كل التحديات وتحقيق تنمية شاملة للمجتمع بمفردها .
إذا فمن الواضح والجلي أن هذا الكم المفرط وغير الطبيعي في عدد المنظمات غير الحكومية رغم إيقاف وزارة الشؤون الاجتماعية منح تصاريح وتراخيص المزاولة وتهافت الكثير من الناشطين على تأسيس منظمات جديدة ماهو إلا دليل قاطع لسوء المقاصد ولهث هؤلاء وراء المصالح والمكاسب المادية التي تحصد وبالعملة الصعبة دون رقيب أو حسيب ضاربين بالمبادئ ومصالح أفراد المجتمع الذي أسست هذه المنظمات من أجله عرض الحائط ..