الثور منúهك والسكاكين لامعة !

خالد الرويشان


 - في مصارعة الثيران ثمة مؤامرة معúلنة يتم تنفيذها أمام الجميع , قبل أن تبدأ اللعبة القاتلة . إنها أشبه بفترة انتقالية تهيئ الثور بإرهاقه وإنهاكöهú , وتكسöر قرون عöنادöهú , وتحد مöنú جموحö طöرادöهú , وتهد متúن قوتöهö وزöنادöهú ,.. كي يصبح مجرد نعجة سائمة , لöجوúلة قريبة قادمة !
خالد الرويشان –

في مصارعة الثيران ثمة مؤامرة معúلنة يتم تنفيذها أمام الجميع , قبل أن تبدأ اللعبة القاتلة . إنها أشبه بفترة انتقالية تهيئ الثور بإرهاقه وإنهاكöهú , وتكسöر قرون عöنادöهú , وتحد مöنú جموحö طöرادöهú , وتهد متúن قوتöهö وزöنادöهú ,.. كي يصبح مجرد نعجة سائمة , لöجوúلة قريبة قادمة !
والحكاية تبدأ فور دخول الثورö الجامح الثائر إلى الحلبة , ليجد أمامه حصانا مدرعا بالحديد , يعúتليúهö رجل يحمل حرúبة هائلة , ومهمته أن ينúهöك الثور , ويدميه بالطعن الموغöلö في سöنامöهö الضخم , وتöرúقوتöهö النافرة .. يحدث ذلك قبل أن تبدأ اللعبة !.. وما إن يكمل الرجل مهمته حتى يغادر الساحة بحصانه وحربته البشعة , وليدخل فارس آخر كأنه هو !.. ذو لباس أبيض موشى بالذهب ,.. يدخل مختالا كملك , حاملا الخöرúقة الحمراء في يدú , والسكاكين الطويلة اللامعة في اليد الأخرى ! بينما يقف الثور المنهك مغتسلا بدمائه وحيرته , وبالكاد تحمله قوائمه ! والغريب أن تشتعل أكف النخبة الصاخبة بالتصفيق للفارس الذي يتبختر متراقصا أمام ثور مدمى .. نöصúف ميت !
وتبدأ اللعبة غير المتكافئة , بين الثور المثúخنö بالجراح , وسكاكين الفارس اللامعة ,.. وبالطبع , فإن النتيجة تصبح من قبيل تحصيل الحاصل ! فالثور المسكين يظل يلاحق بلا جدوى , خöرúقة أحلامه القانية الحمراء المتوهجة في يدö الفارس الذي يلوöح له بöها مخادöعا , متراقصا , متنقلا ..مقتربا .. مبتعدا ! حتى أنه في لحظة غرور يوúلي الثور ظهره غير خائف منه , أو حتى ناظر إليه ! ولتنفجر النخبة الحاضرة تصفيقا , وتصفيرا , وتقف مهللة مبهورة بالفارس الساطع بنياشينه وسكاكينه !.. وحينها , يكون الثور قدú كف عن الحركة إعياء ويأسا ! ثم إنه لم يعد يرى شيئا !.. فهو لا يفرق بين خöرقةö الأحلام الحمراء , وسكاكين الفارس البيضاء !.. بين سياج الحلبة وهياج النخبة !.. بين السكاكين تنúغرöز في لحúمöه , وصيحات الغضب تنúغرöز في أذنه !.. إن عينيه غائمتان مكسورتان , و روúحه دائخة هامدة بعد أن أصبح كل شيء أمامه يدور ويدورú .. الساحة , والفرسان , والأصوات والألوان والوجوه والسكاكين .. الأرض والسماء .. كل شيء يدور ويبعث على الغثيان !.. وفجأة , يشعر أن الظلام يغمر كل شيء .. السكاكين فقط تلمع كأنياب جائعة , بينما الصخب يرج المكان , والفوضى تصبح هي النظام !
يقف الثور لاهثا , مستسلما , غائما بين الحياة والموت .. وينظر إلى خيال الفارس الذي يتراقص أمامه داعيا له بما يشبه الرجاء , وبلسان حال يوشك أن يقول .. أرجوك .. أعرف ما تريد !.. تعال وخلصني من العذاب .. وقطع كيف ما تشاء !..

قد يعجبك ايضا