قلق الراهن واستحقاقاته

علي العماري


 - الناس مسكونون بقلق اللحظة وقابضون على جمر الآتي المشرق خاصة الحالمين ببناء يمن جديد بالنظر إلى صعوبة المرحلة وخطورة المنعطف السياسي الراهن.
علي العماري –

الناس مسكونون بقلق اللحظة وقابضون على جمر الآتي المشرق خاصة الحالمين ببناء يمن جديد بالنظر إلى صعوبة المرحلة وخطورة المنعطف السياسي الراهن.
المواطن يتوجس خشية من محاولات فرملة قطار التغيير وتعطيل مساره واغتيال أحلام الغد المنشود وقد طفح الكيل بالإنسان البسيط الذي رأى في الثورة بصيص الأمل القادم من محيط المعاناة وسفينة النجاة للخروج باليمن إلى مرفأ الأمان.
الوطن بأسره أمام تحديات جسام واستحقاقات أعظم وطموحات لا تحد بانتظار دنو موسم حصاد ثمار الثورة لصالح البسطاء وبما يرتقي إلى مستوى تضحيات ثوار الساحات الذين قدموا قوافل من الشهداء للخلاص من براثن القهر والاستبداد والجهل والفقر والانفراد بالسلطة والثروة وإقصاء الآخر.
إننا نعيش اليوم مرحلة لا تقبل المساومة والمداهنة والتغاضي عن التجاوزات والأخطاء ولا يجوز السماح لكائن من كان استهبال الشعب واستغفاله للانقلاب على العملية السياسية الانتقالية والالتفاف على استحقاقاتها وتمييع قضاياها الجوهرية بافتعال الأزمات واختلاق المعارك والحروب الجانبية الوهمية على حساب قضايا الساعة الملحة التي تتطلب حلولا سياسية عاجلة.
الشعب الثائر قبöل بنصف الحل السياسي بدل الحسم الثوري الكامل وهذه ميزة تحسب لكل اليمنيين الذين رحبوا بالتوافق والشراكة وعدم إلغاء الآخر كما هو الحال في تونس ومصر وليبيا والمطلوب من القيادة السياسية الارتقاء إلى مستوى هذا التعاطي المجتمعي الإيجابي والواعي مع المتغيرات على الساحتين الوطنية والعربية بتحمل مسؤوليتها بأمانة وإخلاص والسهر على إنجاز أهداف الثورة وتلبية حاجة المجتمع الحالم بحياة مدنية مزدهرة وحاضر أفضل وغد أجمل.
هذا زمن التغيير وصناعة التاريخ والمجد التليد لليمن السعيد بإنسانه الجديد القادر على مجاراة الشعوب المتقدمة واقتحام المعجزات وبلوغ ذرى المستحيل باقتدار كبير.
إن اليمن أمانة في أعناقنا وبناءه مسؤولية الجميع وعلى الأحزاب وبالذات الحاملة لمشروع التغيير.. ألا تكتفي بشراكة الحكم فالمنوط بها لعب دور سياسي أكبر وأكثر فاعلية لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل والضغط باتجاه الاعتذار عن الحروب السبع ورد الاعتبار لأبناء الجنوب وصعدة من خلال تنفيذ النقاط العشرين الضامن الحقيقي للحفاظ على الوحدة الوطنية وحمايتها من خطر التمزق.

قد يعجبك ايضا