من اجلنا “2”
د. عبدالباري دغيش –
حوارات من أجل توليد الفرص
وهي الحوارات التي تخاض عقب حوار الاحتمالات¡وتعمل كالفلتر بالنسبة للاحتمالات¡ وهنا تعلق الاحتمالات غير العملية وغير العلمية¡ ولا تنفذ من الفلتر إلى مصاف الفرص.
هي نوع من الحوارات قريبة الشبه بدراسات الجدوى التي تجريها بعض الجهات لإمكانية حدوث شيء ما¡وهي تأخذ بالاحتمالات إلى “الفرص” وكأنها جسر يربط بينهما¡ويمكن النظر إليها على أنها حوارات للجدوى والإمكانية¡إذ يتم هنا تحديد الأرباح و الخسائر¡وكم هي التكلفة والفائدة (ماديا و معنويا) ..ما هي الفوائد والمكاسب المحتملة¿¡وما هي التكاليف والخسائر المحتملة¿ وهل نحتاج إلى تمويل¿ وهل التمويل متاح¿ ومن هم المؤيدون¡والمؤيدون المحتملون .. هل سنتمكن من كسب تأييد المعنيين بالنتائج¿¡وهل لدينا من سينفذ¿
الحوارات التي تولد فرصا◌ٍ هي بمثابة الرابط بين الإمكانية والفعل¡وتستفيد من المعرفة والأدلة والتفضيلات والآراء في تقييم احتمالات الفعل¡وتأخذ الماضي بعين الاعتبار¡ولكن دون أن تحبس نفسها فيه.
في حوارات توليد الفرص ي◌ْسأل:إن كنا سننفذ هذه الفكرة¡ وكيف سنقوم بذلك¿¡ الحوارات من أجل توليد الفرص تحول الاحتمالات إلى أبواب مفتوحة بصورة تجعل الفعل لا ي◌َقاوم¡وهي تخلق اللحظة التي يتم فيها اتخاذ القرار: ننفذ أم لا ننفذ¿¡ أو نلزم أنفسنا بخطة أو توجه أو استراتيجية محددة للتنفيذ ¿
تحذير من أوجه النقص في حوارات الفرص:
هي أنها قد تفتقر إلى الفعل القائم على الاحتمالات المختلفة. عندما يكون هنالك احتمال لأمر معين¡غير أننا لا نقوم بشيء حيال ذلك¡ فنحن بكل تأكيد لا نعتبر هذا الاحتمال فرصة¡ ولو أننا نظرنا لأي احتمال على أنه فرصة متاحة لنا فسوف نبادر بعمل شيء ما.
المستوى الثالث = الحوارات التي تستهدف توليد الفعل
وهي الخاتمة للحوار¡ إذ أنها تضفي يقينية على خطة العمل¡وتركز على الفعل المؤدي إلى النتائج¡ كما أنها تضيف التحديد والوضوح لخطوات العمل¡ لأنها تجيب على الأسئلة
من سيفعل¿¡- ماذا¿ ¡- متى¿ ¡- كيف¿¡ – كم يتكلف ذلك الفعل¿¡¡¡ وتعبر الحوارات التي تولد أفعالا عن نفسها بما يلي
• وعود بأفعال محددة في أ◌ْطر زمنية محددة.
• طلبات بأفعال محددة من أفراد أو أطراف أو جهات محددة في أ◌ْطر زمنية محددة.
يتم عبر الحوارات التي تستهدف توليد الفعل تحويل مجرى الحوار من محاولة جعل الآخرين القيام بأفعال محددة (الرضوخ) إلى قاعدة مشتركة من الالتزام المتبادل. وهنا يجب التزام المرونة من أجل تحقيق المقاصد¡كتجنب الإصرار على تحقيق مطلب معين بذاته ¡إذ يمكن للمرء أن يبدل طلبه بطلب آخر يحقق نفس الغرض.الفعل يثمر دوما◌ٍ نتيجة ما ¡ وإذا لم تكن هنالك نتائج فربما كان السبب وراء ذلك كامنا◌ٍ في غياب الحوار من أجل توليد الأفعال.
أخيرا◌ٍ آمل أن أكون بهذه الأفكار الاستهلالية¡قد جمعت وقدمت مادة علمية مختصرة¡ يمكن الاستفادة منها¡لخوض حوارات جادة وناجحة¡شفافة ومثمرة¡ على طريق صناعة المستقبل الأفضل للوطن وكل أبنائه.