شيء غريب..
محمد المساح


محمد المساح –

اكليشة كان يرددها بمناسبة وبدون مناسبة «شيء غريب» وكأنها علقت في «التنقاع» في جوف الفم مرآة اللسان كلما وعلى ما يبدو تحركت لسانة في الفم لتتحلب لصقت الجملة.. «شيء غريب» على سطح اللسان وانطلقت خارجة كالرصاصة سرعان ما تصطدم في الهواء.. حتى يرن الصوت بالعبارة.. «شيء غريب» وهو نفسه لا يعرف كيف وقع فريسة هوى ترداد هذه العباراة وكيف لازمته وتلازمه.. وكأنها لعبة أم «الصبيان» رمز الجن والشياطين متى وكيف وأين والسبب أو المسبب.. كل هذه الأسئلة لو طرحت عليه وبالتأكيد قد طرحت عليه.. ليقدم توضيحا مقنعا سيجيب هازئا رأسه مع اهتزاز الكتفين صعودا وهبوطا: لا أدري لا أعرف يختم هذا الإيجاز النافي.. «شيء غريب» قد تكون ربما وألف ربما.. «تعويذة» مفتتح في أعماقه لا أحد يدري.. وهو أول من يضيف.. لا أدري! وتنظر إلى وجهه وقد ارتسمت عليه ملامج العجب الشديد ليس تمثيلا أو تظاهرا بل أمر واقع.. كيف هبطت عليه.. وأصبحت متسيدة عليه.. هل نحتاج لتفسيرها لدى خبراء متخصصين أو أن الواقع.. سربها إليه.. كل الاحتمالات واردة.. وبعد دقيقتين سيرن الصوت.. «شيء غريب».
